رفضت الهند اقتراح الرئيس مشرف بنزع سلاح أجزاء من كشمير وإعادة تعبئة وحدات الجيش بها وقالت انه لا يمكن لقوة أجنبية أن تملي هذا على نيو دلهي. وكان الرئيس مشرف قد اقترح أول أمس في حديث له مع قناة تليفزيونية هندية أن تقوم الهند بنزع سلاح ثلاث مديريات من الجزء الهندي من كشمير وهي مديريات سيريناغار وكوبوارا وبارامولا وهي كلها تقع في وادي كشمير الخاضع للهند وينشط فيها المسلحون المنادون بانفصال كشمير عن الهند منذ سنة 1988 وقد مات من جرائها من 45000 الى 80000 مدني وجندي حسب مختلف التقديرات الهندية والباكستانية. ومن المعروف أن الهند تحتفظ بما لا يقل عن نصف مليون جندي في الجزء الواقع لسيطرتها من كشمير. وقد عرض الرئيس الباكستاني في حديثه الأخير أنه مستعد للتعاون مع الهند للعمل على استتباب الأمن في هذه المناطق. واشتكى الرئيس مشرف في حديثه أن الهند لم تستجب لمقترحاته العديدة التي قدمها في الشهور الأخيرة لحل المعضلة الكشميرية ومنها خلق سبع مناطق منزوعة السلاح في الجزأين الهندي والباكستاني من كشمير. والجدير بالذكر أن الدور الجديد من المباحثات الهندية الباكستانية لحل الخلافات العالقة بينهما يستمر منذ سنتين إلا أن سير المفاوضات ليس سريعا بما يكفي لمطالب باكستان. وقال المتحدث باسم الخارجية الهندية(ناوتيج سارنا) ان «مثل هذه القرارات يتم اتخاذها في ضوء الأوضاع الأمنية في جزء ما من البلاد» وأضاف : «طالما استمر وضع الأمن في كشمير وأجزاء أخرى من البلاد متأثرا بالإرهاب المصدَّر من وراء الحدود وطالما قامت بالإرهاب مجموعات إرهابية تتخذ من باكستان مقرا لها فسوف تستمر الحكومة الهندية في الوفاء بالتزاماتها للحفاظ على أرواح المواطنين وتوفير الأمن لهم». ورفض سارنا اقتراح الرئيس مشرف بإعطاء الاستقلال الذاتي لكشمير قائلا : إن ولاية جامو وكشمير تتمتع بالفعل بالاستقلال الذاتي». ومن جهة أخرى رفض المتحدث بإسم الخارجية الهندية (ناوتيج سارنا) الاتهام الباكستاني بأن نيودلهي تقف وراء التمرد الحالي في إقليم بلوشيستان الباكستاني ووصف سارنا هذا الاتهام بأنه «عار من الصحة تماما». وكان الرئيس مشرف قد قال في حديثه التليفزيوني الأخير ان الهند تقدم العون المالي للمتمردين في بلوشيستان حيث يقوم الجيش الباكستاني حاليا بإخماد التمرد . وكانت الهند قد احتجت رسميا في 27 ديسمبر الماضي على استخدام الجيش والطائرات الحربية لإخماد حركة شعبية في بلوشيستان الغنية بالغاز الطبيعي. ورفضت باكستان الاهتمام الهندي ببلوشيستان واعتبره الرئيس مشرف «تدخلا مباشرا» في شؤون باكستان الداخلية. وقال وزير الداخلية الباكستاني (آفتاب شيرباو) وكبير وزراء إقليم بلوشيستان (جام محمد يوسف) أن الهند تقدم العون المادي والأخلاقي للتمرد في بلوشيستان. وقال الرئيس مشرف انه وجد عشرات من الفرص للقيام بعمل أشياء مماثلة في الهند إلا أنه لم يستغلها. ولم يخل حديث الرئيس مشرف من علامات الحب الممزوج بالكراهية التي تتسم بها العلاقات الهندية الباكستانية فقال انه يود أن يدعو رئيس الوزراء الهندي مان موهان سينغ لزيارة باكستان لمشاهدة ألعاب الكريكيت الجارية حاليا بين الفريقين الهندي والباكستاني على أراضي باكستان والتي ستستمر لأكثر من شهر ونصف الشهر حيث يلعب الفريقان في مختلف المدن الباكستانية لإرضاء عشاق هذه اللعبة الشعبية في شبه القارة. وقد سبق أن لعبت مثل هذه الزيارات لمشاهدة الألعاب دورا مشهودا منذ أيام الرئيس ضياء الحق الذي تمكن من إخماد فرص الحرب حين زار الهند بدون دعوة لمشاهدة ألعاب الكريكيت سنة 1987 بينما كان الجيش الهندي يستعد للحرب مع بلده فتمكن من إخماد إمكانات الحرب. وقد زار الرئيس مشرف هو الآخر الهند في أبريل الماضي لمشاهدة ألعاب الكريكيت ولكن بهدف إجراء المباحثات مع الزعماء الهنود.