اختتم مساء أمس الأول مؤتمر مكةالمكرمة السادس أعماله والذي عُقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خلال الفترة من يوم الخامس إلى اليوم السادس من شهر ذي الحجة من عام 1426ه والذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة. وفي ختام أعمال المؤتمر صدر بيان ختامي طالبوا فيه مؤسسات التعليم، وفي مقدمتها وزارات التعليم، ورابطة الجامعات الإسلامية، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، والهيئة الإسلامية العالمية للتعليم وغيرها، بالتنسيق والتعاون في مجالات تطوير مناهج العلوم الإسلامية، وذلك وفق ما يلي: أن يتم تطوير المناهج وإصلاحها من خلال دراسات علمية متخصصة، تقوم على تحليل واقع هذه النتائج، وتقديم مقترحات لتطويرها وإصلاحها، حتى يتم التعرف على ما يحتاج إلى تطوير في هذه المناهج وأن يتولى تطوير التعليم أهل الاختصاص والعالمون بشؤون التعليم من البلاد العربية والإسلامية، مع الاستفادة من تجارب الدول والمنظمات المتخصصة فيما لا يمس الثوابت الإسلامية وأن يتم تطوير مناهج العلوم الإسلامية تطويراً شاملاً، يحقق غرس القيم الإسلامية في نفوس الناشئة، وفق منهاج شامل وبرامج تربوية معدة لتكوين جيل عالم بأمور دينه وأن تحرص مناهج العلوم الإسلامية على منهاج الوسطية والاعتدال، وأن تكون بعيدة عن التطرف والغلو والإرهاب، وأن تؤكد قيم السلام والتسامح بين المسلمين ومع غيرهم من الشعوب، لتحقق مقاصد التعليم الإسلامي وأن يتم تطوير المناهج وفق ما يحتاج إليه واقع المسلمين دونما رضوخ لأي ضغط خارجي أو دعوة هدفها تقليص التعليم الإسلامي، بحيث تنشأ الأجيال المسلمة جاهلة أمور دينها. كذلك حث مؤسسات التعليم داخل العالم الإسلامي وخارجه على الأخذ بوسائل النهوض باللغة العربية في الجامعات والمراكز المتخصصة باعتبارها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وضرورة تعليم العربية للمسلمين في بلدان أفريقيا وشرق آسيا وجنوبها، وفي البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة. وأكد على الرقي بمناهج العلوم الإسلامية لإعداد جيل مبدع مبتكر يُسهم في بناء مجتمعه ويُعيد أمجاد الحضارة الإسلامية، والأخذ بمعطيات التقنيات الحديثة بما يخدم العملية التربوية والإسلامية وضرورة مراجعة الصياغات الاجتهادية الناظمة للأهداف التعليمية والمحتويات والأساليب التدريسية وطرق التقويم، وذلك انطلاقاً من إصلاح مناهج العلوم، مع التركيز على العناصر الأساسية التي تتكون منها المناهج وهي الأهداف، والمقررات، والأساليب، وطرق التقويم. وأوضح البيان أن أُسس العلوم الإسلامية ومنطلقاتها حقائق وقيم ثابتة راسخة، وبالتالي فإنها ليست في حاجة إلى تطوير، وأما مناهج هذه العلوم، فإنها تخضع للإصلاح والتطوير والتغيير لأنها اجتهادات تربوية تهدف إلى تقديم الحقائق والقيم الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ومن ثمَّ فإن الحاجة ماسة إلى التفريق بين تطوير العلوم الإسلامية وتطوير مناهج هذه العلوم. فالعلوم في حقيقتها لا تحتاج إلى تطوير إلا ما كان منها من اجتهادات البشر، وأما المناهج، فإنها تخضع للإصلاح والتطوير، تمكيناً لها من الصمود والثبات أمام مختلف التحديات والمستجدات. ودعا إلى تعزيز ثقافة الحوار مع الثقافات الأخرى من منطق الخصوصية لا التبعية مع تضمين المناهج مقررات لها ارتباط وثيق بأصول الدعوة ومناهج الدعاة وأساليب الوعظ والإرشاد ودعوة رابطة العالم الإسلامي لتكوين لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات مؤتمر مكةالمكرمة السادس لمناهج العلوم الإسلامية، على أن يشترك فيها ممثلون من كلية التربية بجامعة أم القرى ومركز التعليم الإسلامي بمعهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي وكلية المعلمين، والمعهد العالي لوحدة الأمة الإسلامية بماليزيا ودعوة مؤسسات التعليم في البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة للتنسيق والتعاون مع الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم التي أنشأتها رابطة العالم الإسلامي لوضع خطط التربية والتعليم، ووضع الخطوط الرئيسة لمناهج مؤسسات التعليم وترقية برامجها.