تساءلت في مرات سابقة ومازلت أكرر هذا التساؤل حول تلك الجيوش من الاداريين الذين يقتحمون كراسي الاحتياط في الأندية وبالذات اثناء المباريات الكبيرة.. ما هي وظائفهم وهل الأمر يلزم تواجد تلك الأعداد التي يذكرنا أصحابها وكأنهم حضروا لإحدى المناسبات وليس مباراة كرة قدم يفترض فيها الانضباط وتطبيق اللوائح بدلاً من الفوضى التي يحدثها هؤلاء.. أم ان ذلك لا يعدو كونه (وجاهة) سارت عليها الأندية واعتبرتها فيما بعد تقليداً لابد منه وليت الأمر ينتهي عند الجلوس على كرسي الاحتياط لتأدية أدوار مفيدة تساعد اللاعبين والجهاز الفني ولكنه يتجاوزه إلى رفع الصوت والتلويح باليدين والاحتجاج على الحكم تارة والاعتراض والتدخل في عمل المدرب تارة أخرى وهو ما يحدث فوضى وتشويشاً على ذهن الحكم واللاعب معاً ويجعل المدرجات تستجيب لتصرفاته وتتحول إلى مصدر للسب والشتم وكهربة أجواء المباريات بدلاً من الالتزام بالتشجيع المثالي وحث اللاعبين على الأداء والتنافس الشريف الذي ينشده الجميع!! في الأندية العالمية وقد كررنا ذلك أكثر من مرة لا يوجد مثلما لدينا من اداريين ضاقت بهم كراسي الاحتياط ولا نعرف بالأندية الاجنبية سوى المدير الفني وجهازه المساعد والطبيب بل لو سألت عن اسماء الرؤساء فيها لبادر الأغلبية باجابة (لا ندري) والسبب ان هؤلاء الرؤساء يعرفون حدودهم ويدركون صلاحياتهم لا يتدخلون في مهام غيرهم ويرون ان مكانهم اثناء المباريات في المقصورة الرئيسية أو المدرجات للملعب فقط، أما لدينا فالاداري هو من يقوم بأدوار المدرب والطبيب ومدرب الحراس والمترجم ومدرب اللياقة والذي يؤخذ رأيه (أولاً) في التغييرات بمعنى انه لا يريد من أحد ان يعمل دون الرجوع إليه حتى لو كان لا يعرف في الأمور الفنية شيئاً وخبرته قليلة وقد لاحظنا في مباريات معينة انه نتيجة ( لتزاحم ) الاداريين على كرسي الاحتياط يضطر بعض اعضاء الجهاز الفني وأيضاً بعض اللاعبين لترك أمكنتهم ومن ثم المغادرة إلى المدرجات والبقاء وسط الجماهير رغم انهم الأحق بالجلوس على كرسي الاحتياط بجوار المدرب. هناك من يقول ان الفريق يحتاج للدعم المعنوي لذلك لابد من تواجد الرئيس ومرافقيه بالقرب منه ونحن نقول إن الدعم المعنوي والمؤازرة وشحذ همم اللاعبين أمر مطلوب ولكن يجب ان يكون قبل بداية اللقاء من خلال الادارة الجيدة والتهيئة النفسية السليمة وحل المشاكل وصرف المرتبات (أولاً بأول) وتقديم المكافآت بعد كل انتصار. أما ان يغيب هؤلاء الاداريون عن العمل في النادي ولا يحضرون إلا قبل المباريات الحاسمة والمهمة بساعات قليلة من أجل الظهور والظهور فقط فهذا يدعو إلى تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم للقضاء عليه من خلال وضع التعليمات الصارمة وإذا اقتضى الأمر وجود عنصر اداري فيكتفى بشخص واحد حتى نستطيع الحد من الفوضى التي نشاهدها على كرسي الاحتياط وقبل ذلك حماية الحكام من نداءات بعض الاداريين الذين يتحولون إلى مصدر (تخويف) على خط التماس وفي نفس الوقت نريح الجهاز الفني من وجود هؤلاء الذين يحضرون (خصيصاً) للمباريات (المتلفزة) دون مراعاة للسلبيات التي تنتج عن تواجدهم.