أفاد المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي أن عدد وفيات حادث انهيار أحد المباني الملحقة بفندق بالعاصمة المقدسة الذي وقع ظهر الخميس بلغ حتى الآن (76) حالة وفاة منهم (48) ذكراً و (28) انثى فيما بلغ عدد الاصابات (62) اصابة. جاء ذلك ضمن الايجاز الصحفي للحج الذي عقد مساء امس الجمعة بمقر الامن العام في منى. وأوضح المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية في مستهل الايجاز الصحفي انه قد تم اعلان انتهاء أعمال البحث والانقاذ في حادثة انهيار المبنى في الساعة السادسة من بعد مغرب هذا اليوم (الجمعة) وتم ازالة جميع الركام في الموقع حيث اعلن ذلك بنهاية العمليات في الموقع. وبين أن الاجهز الامنية خاصة الدفاع المدني وكذلك وزارة الصحة بذلت جهدا كبيرا في ازالة الانقاض بكل عناية طوال يوم الخميس وامس حرصا منها على التحقق من عدم وجود اي احياء لازالوا بين الانقاض. وقال «تمت العملية الآن بشكل كامل.. واجمالي الوفيات التي سجلت نتيجة حادث الانهيار حوالي 76 حالة وفاة منها 48 ذكراً و28 انثى و62 اصابة منها 38 حالة تم علاجها وخرجت من المستشفيات (ولله الحمد) فيما بقي في المستشفيات 24 اصابة منومة حتى الآن منهم 14 ذكراً و10 اناث». وأشار اللواء المهندس منصور التركي الى ان قوات الدفاع المدني أسهمت طوال الفترة السابقة في عمليات البحث والانقاذ واستطاعت بحمد الله انقاذ حوالي 41 مصابا من بين الانقاض وكان آخرهم حوالي الساعة 12 والنصف من ليلة البارحة (مساء الخميس). وردا على سؤال عن الجهة التي تتحمل مسؤولية انهيار المبنى أكد ان المسؤولية لا توجه الى اي جهة معينة بذاتها داعيا الى عدم الاستعجال في توجيه الاتهام.. مشيرا الى أن هناك لجنة تحقيق باشرت أعمالها من يوم الخميس وينتظر استكمال الاجراءات العاجلة لرفع تقرير اولى عن الحادث وقال: «النتائج تحتاج بعض الوقت.. فلننتظر ما تتوصل اليه لجان التحقيق لتحديد الاسباب الحقيقية سواء كانت فنية او بسبب الاهمال او غير ذلك من الاسباب لضمان تلافي تكرارها». وعن احتمال وجود حريق في المبنى أدى لتدافع فيه تسبب في هذا العدد من الضحايا أكد اللواء منصور التركي عدم صحة ذلك لافتا النظر الى ان الحادث وقع بشكل مفاجئ في منطقة مجاورة للحرم الشريف وبالتالي فانه لم يسمع من احد شهود الحدث عن أي حريق. ومن جانبه أفاد المستشار بوزارة الحج الدكتور محمد بن عبدالكريم حداد ان النزلاء كانوا من الجنسيات الخليجية والعربية والاوروبية والاسيوية مشيرا الى ان هذا لايعني ان النزلاء هم الضحايا نظرا لانه من المحتمل أن يكون النزلاء خارج الفندق في الحرم مثلا او المشاعر المقدسة في وقت وقوع الحادث وقال «ان تأشيرات القاطنين في المبنى تشير الى انهم حجاج فرادى وليسوا تحت مظلة تنظيمات بعثات الحج.. ولكن هناك مجموعة منهم قدموا عن طريق شركة سياحية». وعن جنسيات الضحايا قال اللواء منصور التركي «انه لم يتم التحديد النهائي لجنسيات الضحايا ولكن هناك جنسيات عديدة منهم سعوديون وعرب من اصول فرنسية ويمنيين وسيتم الاعلان عن هذه الجنسيات وتحديدها بعد استكمال الاجراءات اللازمة لانه من الضروري التأكد من هوية الضحايا فهناك اربعون منهم مازالوا مجهولي الهوية». وأضاف قائلا «ان بعض الدول غير الاسلامية والتي فيها مسلمون يقدمون للحج ولا يوجد لهم مظلة رسمية من قبل حكومة الدولة التي ينتمون اليها ويحملون جنسيتها او من المقيمين فيها.. مما يعني انهم يأتون فرادى أوبشكل جماعي عن طريق شركات سياحية وذلك على عكس ما يحصل مع الدول الاسلامية التي يكون لها بعثات حج رسمية تشرف على حج حجاجها كاملا ولها مؤسسة طوافة تقوم بخدمة حجاجها».. وتعليقا على حدوث حريق في المبنى أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العميد عادل الزمزمي أن الدفاع المدني حرص منذ البداية على التأكد من عدم وجود اي حريق او تسرب للغاز لكي لا يتسبب في حريق لا سمح الله وذلك باستخدام اجهزة متقدمة جدا لاستشعار ما اذا كان هناك غازات او مواد بترولية او كيماوية قد تسبب ذلك مشيرا الى انه تم التأكد من عدم وجود اي منها في موقع الحادث. وقال «تأكدنا تماما ان المبنى خال تمام من هذه المواد وتم اخذ عينات من الموقع للتأكد من هذا الموضوع ولم نتوصل لاي احتمال لحالة حريق ادى للانهيار.. وبأخذ افادة الناجين تأكد انه لم يقع اي حريق قبل الانهيار مؤكدين ان الانهيار كان مفاجئا». وأفاد ان ازالة الانقاض الناتجة عن الحادث استغرقت من 26 الى 27 ساعة تقريبا مما يعتبر رقماً قياسياً مقارنة بما يكون في دول العالم الاخرى. وردا على سؤال عن امكانية الكشف على جميع المنازل الموجوده حاليا بين اللواء المهندس منصور التركي ان اعمال الكشف على المباني تنجز مبكرا ويحرص على انجازها قبل وصول الحجاج وبعد معرفة اعداد الحجاج الذين سيشاركون فريضة الحج مستبعدا أمكانية القيام بفحص لاكثر من خمسة آلاف مبنى سكني في هذا الوقت مع توافد الحجيج الذين سينتقلون بأعدادهم الكبيرة وتحرك لجموعهم الضخمة الى باقى المشاعر وقال: «ان الفحوصات للمباني تتم بشكل مبرمج سنويا قبل وصول الحجاج وقبل وصول من يقوم باستئجار هذه المباني لاسكان الحجاج فيها.. وسيتم الاستفادة مما حصل بمشيئة الله في المواسم القادمة بحيث يعاد النظر في معايير التصريح للمبانى واجراءات الفحص التي تتم». وحيال ارتفاع عدد الوفيات قال الدكتور خالد ياسين المشرف على الطب الميداني «أعلنا البيانات الاولية يوم امس «الخميس» فيما كانت اعمال الانقاذ متواصلة حتى الساعة السادسة من مغرب اليوم «أمس» الجمعة.. وبالتالي فان ارتفاع الاعداد شيء طبيعي بعد الانهيار حيث كان هناك اناس تحت الانقاض من وفيات أو مصابين فكان لا يمكن ان يكتشفوا دفعة واحدة حيث ان ازالة الركام له اصول واساليب حتى يمكن ما يمكن انقاذه وبالتالي كانت الحالات التي يتم انقاذها تحول للمستشفيات مباشرة». واشار الى ان الحالات التي نقلت للمستشفيات كانت اصابات بليغة نظرا لوجودهم تحت الانقاض مبينا ان جميع المصابين التي وصلت الى المستشفيات تلقت العلاج ولم يتوفَ منهم احد في داخل المستشفى حتى هذه اللحظة ولله الحمد فيما هناك عدد من الحالات التي توفيت في سيارة الاسعاف وهي في طريقها للمستشفى. وعن امكانية اخلاء المباني المجاورة للمبنى المنهار اوضح مدير الدفاع المدني بمنطة مكةالمكرمة انه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة الحجاج والقادمين في موقع الحدث والتأكد من صلاحية المبان المجاورة وتم اخلاء مبنيين قريبين من المبنى وجرى نقل الحجاج الى مبان اخرى حيث تم اسكانهم بشكل عاجل.