كانت السيدة المتصلة من جمهورية مصر العربية متلهفة اولاً للسعودية البلد الذي تتجه اليه كل افئدة المسلمين وخصوصا في هذه الأيام المباركة مع موسم الحج، كانت السيدة وهي تتصل ببرنامج «الافتاء» على قناة ال ام بي سي تقصد من خلال ذلك الثقة المطلقة بعلماء هذا البلد الكريم وهي تعرض وبحرقة وألم مصيبتها التي سببت لها نهاية شبة مأسوية مع طلبها الفتوى فيما يخص خيانة زوجها لها وانكاره للوفاء معها وعدم تمكينه لها من اداء حلم عمرها المتمثل بحج بيت الله الحرام، كنت كمستمع ومشاهد لبرنامج الافتاء يوم الجمعة الماضي اتلهف لكلمة مواساة او كلمة دعاء لها بالصبر على ما تمر به من ظروف وفي الوقت نفسه رأي شرعي لحالتها في برنامج معني بهذه الأمور ولكن خذلني انا والسيدة المصرية والمشاهدين المتعاطفين مع حالتها الإنسانية ضيف تلك الحلقة، عندما تطرق الدكتور عبدالعزيز الفوزان ضيف تلك الحلقة للحديث عن موضوع خاص به ولكنه تسبب بالكثير من علامات الاستفهام حوله وحول الدين الإسلامي كدين محبة وسلام، بعد حديثه التلفزيوني الشهير عن «تسانومي» وانا هنا لست بصدد الحديث عن هذا الموضوع تحديدا ولكن استغرب اهمال الشيخ لقضية اخت مسلمة تكبدت عناء الاتصال والانتظار لكي تداوي جروحها من رأي شرعي تثق من خلاله بالعلماء الشرعيين السعوديين، يهدئ حزنها ويخفف مصابها، ولم تتوقع تلك السيدة للاسف المكلومة ان الدقائق التي تبقت من البرنامج لاتعتبر من حقها وحق المشاهدين من قناة لها احترامها، بل تحولت هذه الدقائق الهامة من البرنامج لكي يشرح الفوزان انه ارسل التعقيب على من هاجموه على حسب قوله لجميع الصحف ولكنها لم تكن أي الصحف حسب وجهة نظرة ذات مصداقية وكأنه يعلن بطريقة مباشرة ان هناك خللاً في بلد الإسلام والمسلمين، في قضية استغل بها برنامج الافتاء لتمرير امور ليس للمشاهد أي خصوص بها، والطامة الكبرى والتي صعقتني كثيرا ان مقدم البرنامج وبسبب ضيق وقت البرنامج اعلن وبعيدا عن أي ذكاء اعلامي او قد يكون ذكاء بطريقة محترفة ان الشيخ الفوزان سيتحدث في الرد على الآراء المخالفة لرأيه على قناة «المجد» وبعد اقل من ساعة، فتحولت ال ام بي سي الى وسيلة اعلانية مباشرة وغير مدفوعة الثمن لدعاية لبرنامج على قناة المجد الفضائية وحول آراء اساءت لنا كمسلمين امام اجهزة الإعلام العالمية والتي تصطاد بالماء العكر وخصوصا علينا كسعوديين!! وكنت اتوقع ان هذا الإعلان ناتج عن توأمة مابين قناتي ال ام بي سي والمجد ولكن هذا الأمر لم يكن واقعا صحيحا وانما الأمر توقف على مذيع البرنامج المتعاطف مع الدكتور الفوزان على حساب القناة التي اعطته الثقة لكي يقدم من خلالها برنامجاً اشتهر على ال ام بي سي وله شعبيته ومحبوه وخصوصا عندما يكون ضيفه فضيلة الشيخ العبيكان حفظه الله، فهل ما حدث يعتبر من الناحية الإعلامية والتنافسية أمراً عاديا أم أن ال ام بي سي تنبهت لهذا الأمر الإعلاني الخاص بالدكتور الفوزان وقناة المجد، وان كنت اعتقد ان المستفيد الأكبر كان الشيخ الفوزان حتى ولو كانت السيدة المصرية المسكينة تتنظر الإجابة الشافية من احد المشايخ السعوديين الذين رمت كل همومها لتخففها على كلمة منهم تريح حزنها. انا هنا كما اسلفت لا اتناول قضية الدكتور الفوزان الشهيرة ولكنني اتناول احد الاعراف الإعلامية التي لاتخفى على أي مبتدئ في الاعلام وقضاياه، لانني بالفعل تساءلت هل هناك توأمة مابين القناتين وهذا سؤالي لمسؤولي القناتين ولمقدم برنامج الافتاء خصوصا!!