عندما تقرأ الرسائل الموجهة إلى "كريج وين" مؤلف الكتاب السيئ "نبي الموت"، الذي تطاول فيه على الإسلام والرسول، تدرك أن الرجل يتحرك في إطار مؤسسي وليس فردي.. فهو مدعوم من منظمات تعادي المسلمين وتخطط لإيجاد أجواء مشحونة ضدهم في أمريكا وفي غيرها. ففي موقعه في شبكة الانترنت ينشر "كريج وين" رسائل يعلق كاتبوها على ما يتضمنه كتابه الذي تناولته في مقالي السابق في هذه الزاوية. ومن الملاحظ أن الكثيرين منهم هم من اليهود المتطرفين الذين ينتقدون رئيس الوزراء الصهيوني شارون بسبب خطته للانسحاب من غزة ويشيدون ب"كريج وين" الذي تتجلى صهيونيته (وهو المسيحي!) أكثر من شارون نفسه. أحد اليهود المتطرفين كتب للمؤلف رسالة يشكره فيها على ما كتبه عن الإسلام ويدعوه إلى إلقاء محاضرة لأعضاء المنظمة التي يرأسها، ويصف المسلمين ب"الأعداء".. أعداء إسرائيل والعالم! يهودي متطرف آخر يعلق - بإعجاب كبير - على ما ذكره "كريج وين" لإذاعة إسرائيلية.. ولا عجب أن تستضيف هذه الإذاعة الإسرائيلية حاقداً مثل مؤلف "نبي الموت". ويهود آخرون يشيدون بالكتاب، مع أن اليهود لا يعترفون بنبوة عيسى عليه السلام.. في حين ينظر المسلمون إلى عيسى ولأمه مريم بكل الإجلال والاحترام. من الواضح، إذن، أن هذا الرجل يخدم مصالح الفئة التي وجدت في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م ذريعة للإفصاح عن عدائها الشديد للمسلمين.. ففي السابق كانوا يخفون هذا العداء، لكنهم وجدوا أن الوقت قد حان لنزع كل غطاء عن مشاعرهم الحقيقية. وللأسف وجدوا من بعض صانعي القرار السياسي في واشنطن كلَّ دعم وتشجيع! لقد خرجت كتب كثيرة تهاجم الإسلام.. لكن كتاب "كريج وين" تجاوز كل ما كتب.. فهو يستخدم أقذر الألفاظ والأوصاف عندما يتحدث عن النبي محمد عليه السلام. وهو لا يخفي تعاطفه مع "إسرائيل" وانحيازه لها.. بل يرى أن الصراع بين العرب المسلمين و"إسرائيل" هو دليل على سوء المسلمين!! إن خروج مثل هذا الكتاب، والترويج له، واحتضانه من فئات ومنظمات فاعلة في أمريكا لن يساعد الأمريكيين في الحصول على أي قدر من المصداقية في العالم الإسلامي.. ولهذا فإن على أمريكا أن تلجم متطرفيها بنفس الحماس الذي تتحدث فيه عن المتطرفين الإسلاميين.. وإلا سيكون كلامها بلا معنى.