بدأت الثلوج تنهمر بغزارة في كشمير منذ يوم الأحد الماضي مما أدى الى توقف الحياة تقريبا في وادي كشمير وانقطاعه عن بقية العالم حيث قد توقف المرور عبر الطريق الرئيسي الذي يربط وادي كشمير ببقية العالم عن طريق منطقة جامو. وتقول الأخبار ان آلافا من السيارات والأوتوبيسات والشاحنات قد اصطفت عند رأس الطريق في منطقة جامو ريثما يتم فتح الطريق الجبلي - البالغ طوله 300 كلم - وهو أمر يتكرر باستمرار كل سنة ويذوق الكشميريون الويل من جرائه إذ تقل الأغذية وتنقطع الكهرباء وتتأثر خدمات الهاتف مما يؤدي الى توقف الحياة لأسابيع منذ نهاية ديسمبر الى أوائل فبراير من كل سنة. وقد سدت عدد من الطرق الرابطة بين مختلف أنحاء وادي كشمير أيضا بسبب الثلوج. ويخيم الظلام في الليل على مدن وادي كشمير بسبب عدم توفر الكهرباء. وقد أدى تساقط الجليد المستمر الى إلغاء معظم الرحلات من و الى مطار سيريناغار. وكان ارتباط وادي كشمير بالعالم قبل الاستقلال يتم عن طريق إقليم البنجاب الباكستانية إلا أن ذلك الطريق لا يزال غير متيسر للكشميريين رغم فتح عدة معابر على خط وقف إطلاق النار حيث ان العراقيل لا تزال قائمة. وقد أدى نقص الكهرباء الى إصدار الحكومة أمرا صارما بعدم استخدام الدفايات في كل أنحاء وادي كشمير رغم الصقيع الذي يمر به الوادي. وقد تم تأجيل الامتحانات في جامعة كشمير بسبب الأوضاع الحالية التي يصعب فيها الوصول الى الجامعة بسبب انسداد الطرق بالجليد ولا يخرج الناس الى الشوارع والطرق مفضلين البقاء بداخل البيوت. والدكاكين في سيريناغار مهجورة. وقد تجمدت المياه في بحيرة دال الجميلة الواقعة في مدينة سيرناغار. وتستخدم السلطات البولدوزرات وماكينات إزالة الثلوج لإخلاء الطرق وتمكين السيارات من المرور على الأقل داخل المدن بينما الطرق الرئيسية الرابطة بين المدن تظل مقفلة في عديد من الجهات . وشوهد الناس وهم يتركون سياراتهم بسبب تعطلها في الطرق المكسية بالجليد. وبدأت السلطات حملة في أنحاء الوادي ضد التجار الذين يحتكرون مواد رئيسية مثل الأغذية والكيروسين وغاز الطهي ليبيعوها بأسعار مرتفعة. وخرج الناس في بعض أحياء سيريناغار يحتجون على عدم قيام السلطات بإزاحة الثلوج من الشوارع. وقد بلغ ارتفاع الثلوج في بعض المناطق خمسة أقدام عن سطح الأرض. وتأتي الأخبار عن وفيات مستمرة بين ضحايا الزلزال المدمر الذين يعيش مئات الألوف منهم في الخيام والملاجئ المؤقتة في مختلف أنحاء الجزء الهندي من كشمير وقد انتشرت بينهم أمراض ذات الرئة والحصبة بسبب البرد القارس مع عدم توفر الأغذية والتدفئة والأدوية.