في ديواني الاول (الغناء في صحراء الالم) الصادر في عام 1979م هنالك قصيدة قصيرة جاءت ضمن قصيدة عامة بعنوان (تصريحات لطيور العصر) أتحدث فيها عن سلوك بعض الطير، ولدى الحديث عن الطاووس تحديداً قلت: الطاووس الاحمق يحسب ان الريش زهور تنمو في ضوء الاقمار ولهذا يمشي مختالاً يرسم جنات واسعة تنمو في فلك الافكار لكن ماتلبث ان تسقط في بؤرة حلم منهار» وبالأمس تحديداً عرفت حجم الطاووس الحقيقي اذ كنت مدعواً لقضاء نهاية الاسبوع في مزرعة أحد الاصدقاء وكنا نمارس صيد الطيور من على الاشجار. وفي الصباح الباكر نهض الطاووس وفرد ريشه كمروحة يابانية كبيرة ثم (نبح) بصوت مشروخ وغير أليف إطلاقاً ولكنه مشى مختالاً يتبختر على سائر الطير وكان في الحقيقة منظره جميلاً بل وأخاذاً ويعطيه مساحة هائلة من الممر بحيث يظنه المشاهد اكبر من طائر الحبارى الذي يعشقه هواة القنص، وكان الاعتقاد السائر لدي ان لحم الطاووس لايقدمه إلا الأباطرة في احتفالاتهم الباذخة كما قدمه قبل رحيله (شاه إيران اريامهر) بمناسبة تأسيس الامبراطورية الفارسية ،أو مرور عدة قرون على تأسيسها لم أعد اذكر. ولكنني بينما كنت اصطاد في مزرعة الصديق كنت أراقب حمامة برية اختفت بين الاعشاب وحالما سددت عليها تحرك طائر آخر ظننته هي فأطلقت عليه الرصاص وفجأة (نبح) الطاووس بصيحته العتيدة التي تشبه أسطوانة مشروخة لمطربة تافهة وبالطبع تأسفت كثيراً لهذا الخطأ وقمت وصاحبي بنتف الطاووس وكم هالني انه لايعدو عن كونه أكبر قليلاً من الحمامة واقل من الدجاجة وفوق ذلك وجدت لحمه نتناً. ساعتها عرفت الحجم الحقيقي للطاووس ،بل ورائحته الحقيقية، وطعمه الرديء ،ولم أتأسف بالطبع على الخطأ الذي كشف لي كل هذه الحقائق عن الطاووس.