أكدت مصدر مطلع أمس ل «الرياض» ان مصالح الأمن الجزائرية سجلت خلال الأيام القليلة الماضية استسلام أحد أهم قيادات تنظيم الجماعة (السلفية للدعوة والقتال) المدعو أبوبلال الألباني، المكلف بالاتصال والعلاقات الخارجية رفقة أحد أقرب مساعديه، وتمكنت المصالح المختصة بناء على المعلومات المستقاة من الإرهابيين «التائبين» من استرجاع كميات هامة من الأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى أموال بالعملة الصعبة وبالدينار الجزائري كانت موجهة لشراء الأسلحة.، فضلا عن اكتشاف محطة إذاعية ثابتة (يوأش أف)، جد متطورة تم اكتشافها موصولة مباشرة بخط كهربائي بمسكن مهجور في قمة هضبة بأحد ضواحي العاصمة الجزائرية، كانت موجهة لاستقبال الرسائل والتصنت على مصالح الأمن. وجرت عملية الإستسلام بالقرب من المكان المسمى «واد بوصلاحة» بالقرب من جبال بني عمران (100 كلم شرق العاصمة) التي تحتضن معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال . وسمح التحقيق الأمني الأولي مع أبو بلال الألباني، بمعرفة تحركات بقايا الجماعات الإرهابية بهذا المحور، ما دفع بالقوات المشتركة للجيش لتشن حملة تمشيط واسعة، ما تزال متواصلة إلى حد الساعة، عثرت خلالها على مخبئ غير بعيد عن معاقل الدعوة والقتال في غابة «جراح» الواسعة، به كميات بنادق من صنف «كلاشينكوف» والذخيرة، وثلاث حواسيب محمولة، تجهيزات اتصال، معدات التفجير عن بعد، أشرطة سمعية وأشرطة فيديو، أقراص مضغوطة، ووثائق تحريضية . ولا يستبعد المصدر المطلع أن يكون للمدعو «أبوبلال الألباني» علاقة بالإرهابي الخطير مختار بلمختار المعروف باسم «مختار الأعور» زعيم تنظيم (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) بالجنوب الجزائري المتهم في الضلوع في اختطاف السياح الأجانب ال 32 بعمق الصحراء الجزائرية بالتنسيق مع عمار صايفي المدعو «عبد الرزاق البارا» المظلي السابق الفار من صفوف القوات الخاصة الجزائرية «الموجود حاليا بين يدي السلطات الأمنية الجزائرية بعدما تم تسليمه من قبل السلطات الأمنية الليبية في 27 أكتوبر 2004 . ومن شأن العلاقة الموجودة بين «أبو بلال الألباني والمدعو مختار بلمختار، الذي ما يزال يتحرك على مستوى دول صحراء الساحل، أن تكشف من جديد عن التنسيق المحتمل بين هذا التنظيم وعناصر تنظيم (القاعدة) التي تنشط في الدول المجاورة في إفريقيا، خاصة بعد العثور على المحطة الإذاعية التي يعتقد أنها كانت موجهة خصيصا لتسهيل الاتصال بين عناصر القاعدة في دول الشمال الإفريقي ومنطقة المغرب العربي، بهدف إقامة قاعدة خلفية لتنظيم (القاعدة) في منطقة الساحل الصحراوي الوعرة على غرار (القاعدة) الموجودة بين أفغانستان وباكستان وهي المنطقة التي سبق لإدارة واشنطن أن أبدت خشيتها من تحولها إلى «أفغانستان جديد» أو قاعدة خلفية لتنظيم (القاعدة).