وعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل القيام بعطلة قصيرة استمرار نهج حكومته لمطاردة خلايا الإرهاب والتصدي لفروع تنظيم «القاعدة» والعمل على تطوير أداء الأجهزة وسن التشريعات لمساعدة جهاز الشرطة للنجاح في عمله والتصدي بقوة القانون للإرهاب الذي ضرب وسائل المواصلات العامة في السابع من يوليو الماضي واسقط 52 قتيلاً مع 700 جريح. وجاء وعد «بلير» مع قيام البرلمان بعطلة قصيرة، للتأكيد على استمرار زخم الحملة على الإرهاب وتفويض نشاطه في بريطانيا. واتهمت احزاب المعارضة الحكومة لفشلها في المعركة وتراجعها عن تعهد «بلير» بمطاردة الإرهابيين وسن القوانين المقيدة لعملهم. وكانت الحكومة تعرضت لهزيمة في البرلمان اثر التصويت على مشروع يسمح لجهاز الشرطة باعتقال مواطنين وأجانب لمدة 3 شهور كاملة. وأقر البرلمان بمشروع آخر يجيز حبس متهمين لمدة 28 يوماً فقط. وكانت الحكومة سعت لترحيل متهمين بالتحريض على الإرهاب ونشره، ولكنها فشلت في الحصول على موافقة القضاء لإبعاد متشددين عن الأراضي البريطانية. وقد نجحت ألمانيا في طرد 20 شخصاً من أراضيها بتهمة تشجيع الإرهاب. كما حققت ايطاليا نفس النجاح بإبعاد 4 أشخاص، كذلك فرنسا وهولندا مع اسبانيا. والشخص الوحيد الذي غادر بريطانيا بإرادته هو عمر بكري الداعية السوري الذي ذهب إلى «بيروت» ورفضت الحكومة السماح له بالعودة مرة أخرى. وكانت الحكومة تراجعت عن حق الشرطة في إغلاق مساجد، قد يسيطر عليها متطرفون ومتشددون. وقال «بلير» انه سيبحث هذه القضية مع قيادات للجالية الإسلامية اعترضوا على غلق المساجد مهما كانت الشكوى. وتقول أحزاب المعارضة ان رئيس الوزراء خسر حتى الآن المعركة على الإرهاب فقد اخفقت حكومته في عقد اتفاقات مع حكومات لترحيل متطرفين إليها، كما ان إعلان الحكومة انها لن تسمح بدخول أئمة اجانب قبل تعلم اللغة الانجليزية والاطلاع على التاريخ البريطاني، فشل بدوره بعد تراجع عن هذا المطلب. ولاتزال الحكومة البريطانية تتحفظ على بعض اسماء اتهمتها بالتحريض على الإرهاب، لكن كل القضايا التي تقدمت بها للقضاء لمحاكمة مشتبه بهم في قضايا الإرهاب تعرضت للانهيار لعدم وجود أدلة. وكان أصولي مصري بارز هو ياسر السري أعلن بعد قرارات توني بلير عن محاربة الإرهاب عجز الحكومة البريطانية عن ترحيله وانه سيتمكن دائماً من البقاء في بريطانيا. وكان السري على قائمة المطلوبين للترحيل بسبب نشاط له ومطالبة الحكومة المصرية بترحيله إليها. وقال وزير الداخلية تشارلز كنيدي انه رغم كل الانتقادات فإن الحكومة مستمرة في محاربة الإرهاب وقد تحققت خطوات مهمة في هذا الجانب. ولايزال أمام الحكومة في عام 2006 خطوات أخرى للتأكيد على انها تكسب معركة الحرب على الإرهاب.