اللقاح وسيلة فعالة جداً وناجحة في الوقاية من كثير من الأمراض المعدية والتي كانت تفتك بالأطفال في جميع أنحاء العالم، فقد تم التخلص من بعض الأمراض كالجدري الذي كان يقضي على الكبار والصغار معاً ومن يتحسن منهم يصاب بالعمى أو مضاعفات أخرى خطيرة ومزعجة.. في بلدنا والحمد لله تم تطبيق نظام التطعيمات في جميع أنحاء المملكة وأصبح إلزامياً، ويمنع اعطاء شهادة الميلاد إلا بعد استكمال التطعيمات الأساسية المعروفة فقد انخفضت معدلات الاصابة بأمراض كانت في الماضي عبئاً على المستشفيات فمثلاً مرض شلل الأطفال والذي كان في الماضي يسبب مشكلة وشللاً للأطراف في أطفال عدة.. أصبح الآن من النادر، حدوث اصابة.. فمنذ مدة طويلة لم تسجل حالة، وسيعلن أو قد أعلن عن خلو المملكة من مرض شلل الأطفال وكل ذلك لم يأت من فراغ بل بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالجهود المكثفة من الدولة، وتكرار الحملات في المدن والقرى حتى الأرياف والهجر. للأسف ما زال كثير من الناس ومنهم مثقفون متعلمون يتقاعسون عن اكمال التطعيمات، ليس جهلاً بأهميتها وإنما الكسل الذي ليس له داع.. فهل نذكر ما كانت تفعله بعض الأمراض بالأطفال غير المطعمين فالخناق مثلاِ كان يخنق الطفل أمام أعين والديه، ويندر الآن ظهور مثل هذه الحالات.. كذلك الالتهاب الكبدي والذي يقال ان المملكة كانت من أعلى الدول اصابة بهذا المرض، والآن وخاصة الأطفال يندر الاصابة به نتيجة لتطبيق مبدأ التطعيمات الأساسية وأيضاً السعال الديكي وما له من آثار على الجهاز التنفسي والعصبي والكزاز الذي كان يقضي على بعض الأطفال وذلك بشللهم وعدم قدرتهم على تحمل آثاره.. الخ من الأمراض التي يمكن تحاشيها باستخدام اللقاحات الخاصة لها. إن زيارة واحدة إلى مركز الرعاية الصحية بالحي الذي يسكن فيه الأهل يستطيعون الحصول على المعلومات الكاملة عن التطعيمات، وانه بالامكان اللحاق بالآخرين، واكمال التطعيمات الناقصة لدى أطفالكم حيث انه من الممكن اكمال بعض التطعيمات، حتى ولو تأخر موعد اعطاء اللقاحات تلك، والبعض يمكن بدء التطعيمات من الصغر وربما أقل جرعات.. منذ زمن قبل حوالي 10 - 15 سنة كان المركز يتصل ويذكر الأهالي بموعد التطعيمات، ولكن انقطعت هذه الظاهرة هل بسبب كثرة زائري المركز أم التقشف في المكالمات، لا اعتقد ذلك والذي عرفناه من بعض المراكز ان تلك التلفونات سحبت منهم بناء على أوامر والله أعلم.. ليس هذا ضرورياً، لأن التعريف بأهمية التطعيمات واكمالها في وسائل الإعلام، وفي أثناء زيارة الأهل لأي مركز أو مستشفى عام أو خاص، والذي يفترض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة التشديد على التطعيمات وتذكير الأهل أينما حلوا ووضع الملصقات التي تمت على التطعيمات وتبين خطورة عدم أو التأخير في هذه التطعيمات قبل الانتهاء من الحديث من التطعيمات الأساسية تلك يجب ألا ننسى التطعيمات الأخرى وخاصة ضد بعض الأمراض الخطيرة الموسمية مثل التهاب الحمى الشوكية والذي ينتشر أيام الحج، وقد أحسنت صنعاً الوزارة حينما ألزمت جميع الحجاج من خارج المملكة أو داخلها بأخذ التطعيمات قبل المجيء إلى الحج. وكل ما هنالك أخذ هذه التطعيمات قبل اسبوعين من أداء فريضة الحج.. كما ان الأهل الذين يخالطون الحجاج، ومن حج لديهم أو حتى لم يحج فيجب على جميع العائلة أخذ التطعيمات الخاصة بالحمى الشوكية والمتوفرة في جميع المراكز الصحية والمستشفيات العامة والخاصة.. ومنذ مدة لم يحدث وباء والحمد لله نتيجة لتطبيق مبدأ التطعيمات والامكانات الضخمة من النظافة وأخذ الاحتياطات لتحاشي حدوث مثل هذه الالتهابات والتعامل مع ما قد يحدث وعلاجه سريعاً.