أدى حجاج بيت الله الحرام القادمين للديار المقدسة لأداء ركنهم الخامس من أركان الإسلام صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بكل طمأنينة ويسر تحفهم عناية المولى القدير ثم الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لضيوف الرحمن حيث شهد الحرم المكي الشريف تدفق آلاف الحجاج منذ ساعات الصباح الأولى. وقد قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بتوفير مياه زمزم عبر الحافظات التي نشرتها بساحات وأروقة المسجد والتي بلغ عددها أكثر من ثمانية آلاف حافظة كما هيأت الساحات بفرشها لضيوف الحرم المكي إضافة لتوفير العربات المجانية الخاصة بكبار السن التي خُصصت لتمكينهم من السعي بين الصفا والمروة بكل راحة كما قامت بنظافة البيت الحرام عبر عمالها الذين يؤدون أعمالهم على أكمل وجه لتوفير كل متطلبات قاصدي المسجد الحرام. فيما نشرت إدارة الدفاع المدني فرق الإطفاء والإنقاذ حول المسجد الحرام ومكةالمكرمة والطرق المؤدية للبيت الحرام حيث تُعد هذه الإدارة من الجهات التي تعنى بتوفير السلامة والإنقاذ والإطفاء لجميع ساكني أم القرى من مواطنين ومقيمين وضيوف. ومن جهتها بدأت إدارة مرور العاصمة المقدسة تنفيذ خطتها التي أعدتها لتيسير وتنظيم الحركة المرورية في مكةالمكرمة خلال موسم حج هذا العام وركزت فيها على تسهيل الحركة المرورية أمام وفود الرحمن وإعطائها المرونة اللازمة ومنع دخول السيارات إلى المنطقة المركزية في أوقات الصلاة لتفريغ المنطقة للمشاة حيث انتشر أفراد المرور عبر الطرق المؤدية للمسجد الحرام لتسهيل وتذليل حركة نقل الحجاج إلى المسجد الحرام. وقد شهدت المنطقة المركزية للمسجد خلوها من المركبات إذ توجب على أصحابها عدم الوقوف وذلك من أجل إخلاء المنطقة أمام ضيوف الرحمن المشاة للوصول للبيت العتيق بكل يسر وسهولة وقد ساهمت المشاريع المنفذة بمكةالمكرمة إلى نجاح وصول الحجاج إلى المسجد حيث اسهمت الكباري والأنفاق إلى نجاح خطط الحركة المرورية. كما حشدت أمانة العاصمة المقدسة كافة الطاقات البشرية والمادية وتجهيز المعدات والآليات وتسخير الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام حيث هيأت الأمانة كافة طاقاتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن حيث تم تجنيد أكثر من 23,000 شخص لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات وأنه في مجال النظافة سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة كما تمت زيادة أعداد العمالة ليصبح أكثر من 7000 عامل مجهزين بحوالي 654 معدة وذلك في مكةالمكرمة وتم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق لا سمح الله أو لدعم أي منطقة في حالة الحاجة. كما تضمنت الخطة أيضاً متابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مثل دورات المياه والأنفاق والجسور وشبكات تصريف المياه مع متابعة شبكات الإنارة وإجراء عمليات صيانة الشوارع والطرق من جانب اخر أشرف صاحب السمو الملكي الأميرعبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة على الخدمات التي تقدم تباعاً لضيوف الرحمن منذ قدومهم قبل شهر وحتى الآن. ورأس سموه عدة اجتماعات في مركز خدمات الحج لرؤساء الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن من رسمية وأهلية وقام بجولات ميدانية شملت جميع هذه المرافق والأجهزة ابتداء بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة مروراً بنقاط استقبال وتجمع الحجاج في محطات البر والبحر والجو وفرع وزارة الحج والمستشفيات ومراكز العبور لمكةالمكرمة على طريق الهجرة السريع المؤدي للأراضي المقدسة. وقد أبدى سموه ارتياحه لما شاهده على الطبيعة وما لمسه من القائمين على هذه الخدمات وتمنى لهم التوفيق وطالبهم بالمزيد من هذه الجهود المتميزة وأن يضعوا مخافة الله نصب أعينهم ويستمدوا العون والأجر منه سبحانه وتعالى. هذا وقد بلغ عدد الحجاج القادمين للمدينة حتى يوم أمس 660 ألف حاج غادر منهم حوالي الثلث إلى مكةالمكرمة وهؤلاء من حجاج الجو والبحر أما حجاج البر الذين يفدون من الدول المجاورة ومنطقة الخليج العربي فسوف يصلون تباعاً ويعتبر امس الجمعة وقت الذروة لتواجد هؤلاء الحجاج بالمدينةالمنورة. يذكر ان مطار المدينة قد استقبل لحد الآن أكثر من 300 الف حاج على متن 954 رحلة ما بين دولية والخطوط السعودية مقارنة بأكثر من 190 الف حاج في نفس الفترة من العام الماضي. وقد أدى يوم أمس صلاة الجمعة ما قبل الأخيرة قبل أداء مناسك الحج أكثر من 600 الف مصل من الحجاج والأهالي حيث احتشد بهم المسجد النبوي الشريف وأسطحه وساحاته التي هيأتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف وفرشتها بحوالي 10 آلاف سجادة وزودتها بالمصاحف الشريفة وبحافظات المياه المبردة من ماء زمزم كما نشرت الوكالة العديد من المرشدين الشرعيين بين الحجاج لإرشادهم وتوضيح أمور دينهم والرد على استفساراتهم وأسئلتهم بعدة لغات. أما أمانة المدينةالمنورة فقد ركزت على صحة البيئة والنظافة في المنطقة المركزية حول الحرم ودور سكن الحجاج والمطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية حيث قام منسوبوها بأكثر من 800 زيارة شملت 17500 محل. وبذلت الشؤون الصحية جهوداً مضاعفة للاهتمام بصحة الحجاج ورعايتهم حيث بلغت أعداد المراجعين من الحجاج حوالي 5000 حاج ونسبة اشغال الأسرة 70٪. وقدمت الشؤون الصحية خدمات كبيرة لبعثات الحج الطبية البالغ عددها حتى يوم أمس 21 بعثة لمساعدتها للقيام بواجبها حيال حجاج بلدانها على الوجه الأكمل. من جهته تواجد اللواء احمد دخيل الله الردادي مدير شرطة منطقة المدينة على رأس فريق العمل لمتابعة الحالة الأمنية وتفقد الوحدات الأمنية المكلفة بخدمة ضيوف الرحمن.