قد يكون ابتلاع "حبة ما" اسهل طريقة لتخفيض الوزن.. فحلم البدناء هو عقار يخفض الوزن ويذيب الشحم ويعفيهم من الحرمان وقسوة الرجيم! وهذا الحلم الجميل لا يراود أصحاب الأوزان الثقيلة فقط بل وشركات الأدوية ومراكز البحث العلمي. فعقار من هذا النوع يعني أرباحاً طائلة ومكاسب مضمونة إلى ابعد الحدود.. وقد ظهرت بالفعل أدوية وعقاقير لهذا الغرض بعضها أثبت نجاحاً وآخر ما زال في طور التجارب وثالث له آثار جانبية ورابع سحب نهائياً من الأسواق! ما يهمنا هنا هو التعرض لنوعيين أساسيين من عقاقير تخفيض الوزن وفهم الطريقة التي تعمل بها: - فالمجموعة الأولى تعمل من خلال انقاص الشهية نحو الطعام (مثل Fenfluramine. Phentermine. Dexfenfluramine). - والثانية تمنع امتصاص المواد الدهنية وتخرجها كما هي من الجسم (مثل ال Orlistat وXenical). وتعمل الأدوية المثبطة للشهية من خلال التأثير على المركبات الدماغية ذات العلاقة في المخ. فمركبات مثل السيراتنين والنورايبي نفرين تعمل كوسائط للشعور بالشبع والشهية تجاه الأطعمة.. ومن الملاحظ أن معظم هذه الأدوية تسحب من الأسواق بعد فترة بسيطة بسبب مضاعفاتها الجانبية كإصابة صمامات القلب وانتفاخ الرئتين والأرق والانهيار العصبي.. غير أن إدارة الدواء الأمريكية استمرت في السماح بدواء Slbutramine ونصحت باستعماله في حالات البدانة المتوسطة والكبيرة. وقد اثبتت الدراسات السريرية أن هذا العقار يؤدي إلى خفض الوزن بمقدار 10% خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى سنة كاملة. @ أما أدوية النوع الثاني فتحد من نسبة امتصاص الدهون في الأمعاء. وهي تقوم بذلك من خلال تفكيك الانزيمات التي تساعد على امتصاص وتمثيل تلك الدهون. وأدوية مثل Orlistat تستطيع منع امتصاص 30% من المواد الدسمة التي يتناولها المرء وتخرجها كما هي.. غير أن المشكلة في هذا النوع من الأدوية ظهور ما يسمى ب "نوبة الإسهال" التي تأتي في أول أسبوعين! وقد أثبتت الاختبارات السريرية على 4000بدين أن استعمال دواء Xenical يخفض الوزن بمقدار 10% في العام.. وتقول الشركة المنتجة لهذا الدواء إنه مفيد أيضاً في علاج السكري وارتفاع الضغط من خلال تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. ولعل أفضل خبر بهذا الخصوص أن الأطباء في جامعة ابردين الاسكتلندية اكتشفوا (في 1997/12) هرموناً يتحكم بالوزن أطلقوا عليه اسم ليبتين. وهذا الهرمون ينظم كميات الطعام التي يحتاجها الجسم ويعطي إشارة بالشبع عند حد معين. فالليبتين هو المسؤول عن إرسال إشارة عصبية بأن المرء تناول ما يكفي من الطعام ويوقف عمل الخلايا العصبية التي تستجيب لمستويات الجلوكوز في الدم. ويعتقد العلماء أن في اجساد البدناء نقصاً في هرمون الليبتين يخل بمعادلة التمثيل الغذائي وبالتالي تظهر البدانة. فمن المفترض أن وجود قدر مناسب من هذا الهرمون يحافظ على الوزن المثالي للجسم حتى في حالة الافراط في الطعام (وهذا ما يحدث بالفعل لدى غير البدينين). وللتحقق من هذه الفرضية عمد الأطباء إلى حقن هرمون الليبتين في فأر بدين وقارنوه بفأر له نفس الوزن بدون حقن. وكانت النتيجة أن الفار الأول انخفض وزنه بنسبة 38% خلال أربعة أسابيع فيما بقي الآخر على حاله. أما بالنسبة للبشر فأغلب الظن أنه خلال عامين سنسمع عن "حقن ليبتين" تساعد على تخفيض الوزن وتتحكم بالشهوة للطعام. يقول البروفيسور مايك اشفورد الذي يقود فريق البحث: "الليبتين هو الصندوق الأسود الذي يتلقى إشارات الهضم وتمثيل الغذاء وهو من ينظم الوزن.. ووفرته في الجسم تفسر بقاء بعض الناس نحفاء مهما اكلوا".