هنالك ملامح ومظاهر وعلامات عديدة لشيخوخة البشرة، فهي تصبح رقيقة ودقيقة يشوبها الشحوب ويعتريها الوهن، وتصاب بالمزيد من الضمور والضعف نتيجة لافتقارها إلى الألياف المرنة والقابلة للتمدد. وبينما تنتشر التجاعيد والأخاديد التي تحفرها أصابع الزمن على ظاهر الجلد، فإنه يبدو كذلك ملطخاً بالبقع والبثور، وتناثر فيه الانتفاخات، كما أن طبقات لونه لا تكون على سوية واحدة، وإنما تتفاوت من جزء لآخر. أما الكلف والخال والشام والعلامات الأخرى التي يخالف لونها سائر لون البدن، فقد تنشأ وتنتشر في الأديم انتشار النار في الهشيم، وكذا التغيرات التي تسبق سرطان الجلد أو تمهد له، بل وسرطان الجلد نفسه، كنتيجة حتمية للأضرار المتراكمة التي تلحقها أشعة الشمس بإهاب الجسم. ويوجد نوعان من شيخوخة البشرة: أحدهما جوهري داخلي المنشأ، والآخر عرضي وخارجي. أما شيخوخة البشرة داخلية المنشأ، فهي غير قابلة للتغيير ولا سبيل لصدها أو ردها لارتباطها بعوامل الوراثة وعمليات الشيخوخة الطبيعية، ذلك أنه لا يمكن للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر. وأما الشيخوخة العرضية أو الخارجية، فهي تحدث نتيجة لعوامل من قبيل الافراط في التعرض لأشعة الشمس وتدخين لفافات التبغ، وبالتالي، يمكن التصدي لها من خلال محاولة معالجتها، كما يمكن الحصول على بشرة تبدو أكثر نعومة ونضارة وشباباً. إن تجديد بشرة الوجه هو عبارة عن عملية من شأنها إضفاء المزيد من مظاهر الشباب من خلال محاربة الأسباب المفضية إلى الشيخوخة العرضية للبشرة. ففي هذا السياق، يجمل التنويه بأن الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض الجلدية هم الخبراء العارفون بخبايا البشرة وخفاياها والعليمون بأسرارها وأغوارها، ومن ثمَّ فإنه يمكنهم وصف البرامج الناجحة والأساليب الناجعة والملائمة لرعاية البشرة وتعهدها بالعناية الحقة، كما يمكنهم تقديم التوصيات اللازمة بشأن الأساليب الجراحية وغير الجراحية للمعالجة التجميلية للبشرة، وذلك لتقويم ما اعوج منها وتعديل ما التوى بفعل مضي الزمن وتقدم العمر. ولا مراء في أن الأساليب التي يقترحها هؤلاء الخبراء تكون أكثر أماناً وأقل خطورة وأخف تأثيراً وتسبباً في الأعراض والتداعيات الجانبية، فضلاً عن أنه يمكن اتخاذها في عيادات أطباء الأمراض الجلدية. ومن هنا يتضح أن عملية الاستشفاء والتداوي تكون سريعة مما يمكن المرضى من العودة إلى مزاولة أعمالهم وممارسة أنشطتهم الحياتية في غضون دقائق معدودات. وأما منتجات رعاية البشرة ذات الاستخدامات الموضعية، فهي تشمل عناصر الوقاية من أشعة الشمس ومضادات الأكسدة والعقاقير الطبية الخاصة بالمعالجة التجميلية. وهنالك أيضاً أساليب جديدة لتقشير البشرة، مثل الوسائل المجهرية للسحج الدقيق للجلد، والتقشير الكيميائي، بالإضافة إلى حقن بوتوكس ومواد حشو الأنسجة الرخوة الجديدة والتي أصبحت متاحة مثل كوزموديرم/كوزموبلاست (Cosmiderm/Cosmoplast) ورستايلين (Restylane) وغيرها، فضلاً عن المعالجة الجراحية والجراحية التجميلية. ومن بين جميع منتجات العناية بالبشرة المتوفرة في السوق، فإن العنصر الوحيد الأكثر فعالية وتأثيراً هو الذي يتعلق بالوقاية من أضرار أشعة الشمس، وبواسطته يمكن مقاومة شيخوخة البشرة الخارجية أو العرضية، حيث تتمثل الاستراتيجية الناجعة في هذا الخصوص في الاستخدام اليومي لعناصر الوقاية من مضار أشعة الشمس. وتوجد هذه العناصر في معظم مرطبات تطرية الوجه التي تستخدم للأغراض العلاجية، وبالتالي فإن البرنامج اليومي للعناية بالبشرة ينبغي أن يشتمل على غسل الوجه واستخدام عنصر وقاية من أشعة الشمس حتى وإن كان ذلك في البرد القارس في فصل الشتاء. ومن جانب آخر، ينبغي أن يشتمل برنامج العناية ببشرة الوجه على الاستهلاك اليومي لمضادات الأكسدة من قبيل فيتامين ج وفيتامين ه. كذلك، أثبتت دراسات عيادية وسريرية أجريت مؤخراً أن الشاي الأخضر يحتوي على مضادات أكسدة فعالة. وأن هذه المحتويات والعناصر المقاومة لأعراض شيخوخة البشرة توجد في العديد من المستحضرات الخاصة بالاستخدامات الموضعية برغم أنها تكون أكثر فعالية في منع شيخوخة الجلد عند تناولها بالفم. أما أفضل مستحضرات تستخدم للعلاج الموضعي للتجاعيد والنتوءات والزوائد الجلدية، فهي المنتجات المحتوية على الحامض الغليكولي (AHA) وفيتامين أ وغيرها من مستحضرات التجميل الموضعية التي تكون في الوقت نفسه ذات قيمة دوائية عالية ومن ثمَّ يشار إليها بمسمى العقاقير الطبية الخاصة بالمعالجة التجميلية. وقفات مع جمال البشرة وتجديد شباب الوجه وأما مشتقات فيتامين أ المركب والتي تصرف بموجب وصفة طبية، فإنه يشار إليها بمسمى الراتنجانيات (retinoids)، وبرغم أنه يتم وصفها في المقام الأول لعلاج النمش والكلف، فهي تستخدم أيضاً في علاج التجاعيد والأضرار التي يلحقها الضوء بالبشرة. وقصارى القول في هذا الصدد إن تجديد شباب بشرة الوجه يتطلب الجمع بين أكثر من أسلوب للحصول على أفضل النتائج، وقد يقتضي استخدام المنتجات العلاجية والوقائية على حد سواء للحصول على بشرة تنضح بالصحة وتشع نعومة ونضارة ونداوة. بقلم الدكتورة فاليريه كالندير أستاذة طب الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة هاوارد بواشنطن