تعاني السياحة الداخلية من جوانب قصور متعددة تؤكد عدم جاهزيتها بما يحتاجه المواطن وعائلاته لكي تكون خياره الأول دائماً، فهناك شكاوى شبه دائمة من الأسعار والمواصلات والسكن وقلة الوعي السياحي وغياب فن التعامل من العاملين في مختلف الأماكن السياحية والأماكن الجديدة للجذب السياحي، الرياض تعرض في هذا التحقيق لجوانب القصور السياحي الداخلي ، التي نتوقع أن يكون للهيئة العليا للسياحة دور في تلافيها وتطوير مختلف الجوانب السياحية مما يحقق تطلعات الجميع نحو وجود صناعة سياحية مميزة من جميع جوانبها . أين الحافلات المواطن صالح المحمد يقول في بداية حديثه في الكثير من دول العالم نجد وسائل نقل مختلفة تستطيع أن تصل من خلالها للمواقع السياحية، وخاصة الحافلات الفاخرة ، حيث يمكن أن تنظم مكاتب السفر والسياحة رحلات بواسطة هذه الحافلات الى الأماكن السياحية التي بمختلف مناطق المملكة ، الغريب أن عدداً من الأجانب يعرفون عن هذه الأماكن أكثر منا وقد يأتون إليها خصيصا من خارج المملكة برحلات منظمةً بينما نحن لا نعرف عنها سوى ما نسمعه أو حين نراها في التلفاز بل نعرف عن أماكن الدول الأخرى أكثر من معرفتنا بمواقع بلدنا ، فلو وجدت حافلات متخصصة ، لرأينا العديد من المواطنين والمقيمين يستخدمها في التوجه للمدن والوجهات السياحية . ويشاطره الرأي سلمان العيسى مضيفاً ( أن الحافلة تتيح لك مشاهدة المناظر الجميلة عند تنقلك من مكان إلى آخر علاوة أن أسعارها مناسبة للأسرة فليس الجميع قادراً على التنقل بالطيران ، والأهم من ذلك أن تكون الرحلات لمواقع أثرية وسياحية مهمة ، وهذا جيد ليس لنا فقط ولكن لأسرنا أيضاً فالمفترض أن يعرف أبناؤنا آثار بلدهم ومواقعها السياحية . ) ويشير بندر المعتوق أن معظم بلدان العالم لديها هذا النظام، حيث تقوم الشركات السياحية بتنظيم رحلات داخلية تزور فيها الآثار والمواقع السياحية في البلد ، وفي العادة تكون هذه الزيارات نشيطة جداً والإقبال عليها عالياً جداً وهذا ما يجعل السياحية الداخلية مطلوبة وقال ( على شركاتنا أن يحذوا نفس حذو هذه الشركات مع تكثيف الإعلانات عنها ليعرف الناس بها وبالتأكيد ستجد إقبالا هائلا .) كما طرحنا هذه الملاحظات على عدد من أصحاب شركات النقل السياحي، حيث قال حماد مسلم اللهيبي صاحب إحدى شركات النقل » بدأت شركات السياحة والسفر تنظيم حملات سياحية في المملكة منذ فترة طويلة تتجاوز العشر سنوات ولكنها كانت محدودة ولم يكن هناك قطاع موحد يجمعها بل كانت مبعثرة وكانت تتمثل في تنظيم رحلات سياحية لبعض المصائف مثل:- أبها والطائف بالتعاون والتنسيق مع الخطوط السعودية ولم يكن هناك إقبال كبير عليها نظراً لكون المصطاف والسائح السعودي يرغب في تنظيم برامج رحلته بنفسه ويحرص أن تكون في سيارته الخاصة وليس كمجموعات كما يحدث في الغرب.. ويضيف كما تعلمون فشركتنا وشركات سياحية اخرى لها عدة انشطة نقل سياحي وكذلك خدمات حجاج الداخل وخدمات المعتمرين ، ومنذ بدأت وزارة الحج بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة في طرح برامج العمرة الممتدة وهي عبارة عن برامج سياحية للمعتمرين تشمل زيارة مدن المملكة والاطلاع على آثارها التاريخية والاسلامية ، بدأنا بتقديم برامج «حزمة خدمات» يتم أعدادها بالتنسيق مع وزارة الحج والهيئة العليا للسياحة والتي تدعم مثل هذه المشروعات ، منوهاً الى أن في المملكة من أماكن سياحية جيدة فهناك المناطق السياحية مثل » - الطائف وأبها - التي يتوفر بها معظم مقومات السياحة الداخلية وما يحتاجه السائح وكذلك الحال في جدة والشرقية وحائل، ولكن السياحة الداخلية تحتاج لمزيد من الجهد لتوفير سكن مريح وغير مكلف بالإضافة لمواقع للترفيه التي تتناسب مع احتياجات الأسرة السعودية والخليجية. ومن ناحية أخرى تعاني الكثير من الشركات السياحية من ضعف عامل التسويق الذي يعد الذراع المهمة في منظومة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية وتحتاج السياحة الداخلية لحملات إعلانية وتوعوية عبر وسائل الإعلام لاستقطاب جزء كبير من وقت السائح السعودي والذي تشير الإحصائيات الى ان ما ينفقه في الخارج يزيد عن ستة اضعاف ما ينفقه على السياحة الداخلية كل عام . ونوه اللهيبي الى الاهتمام الكبير الذي بدأ مؤخر بالسياحة الداخلية، وخاصة أنها صناعة واعدة بلاشك وسيكون لها دورها الكبير في دعم الاقتصاد الوطني .وهناك عدة شروط لابد من توفرها لكي تتمكن السياحة الداخلية من منافسة الدول المجاورة وجذب المصطافين والسياح اهمها وجود البنية التحتية القوية في مناطق الجذب السياحي من مشاريع سياحية ومرافق فنادق ذات مستوى عالمي وشقق فندقية مفروشة وغيرها من الخدمات وكذلك الاسعار المنافسة في الإقامة ومرافق الترفيه والخدمات ولابد من الاهتمام بهذه الجوانب مع مراقبة الأسعار مراقبة دقيقة خاصة ان الاقبال على السياحة الداخلية يزيد من سنة الى أخرى سواء من السعوديين او مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وعدم الالتزام بالأسعار المعلنة فقد تترتب عليه آثار سلبية . الواقع والمأمول وبرأي مهيدب المهيدب نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة بغرفة الرياض ورئيس مجموعة الصرح للسفر والسياحة أن السياحة بالمملكة ما زالت في أولى خطواتها ولكنها موعودة بمستقبل زاهر بإذن الله فالمملكة وبما لها من مقومات سياحة طبيعية وتاريخية ودينية مؤهلة لتحتل مركزاً متقدماً في صناعة السياحة التي تعتبر أهم صناعات هذا العصر وقد تكون المرتبة الثانية بعد النفط في الناتج القومي مستقبلاً حيث ان هنالك جهودا كبيرة بذلت وتبذل ليكون لهذه الصناعة دورها في التنمية .وما حدث من تطوير في المجال السياحي بالمنطقة الجنوبية خلال السنوات الاخيرة يستحق التقدير والثناء واصبحت أبها منطقة جذب لمواطني المملكة ودول الخليج لدرجة ان الكثيرين يحجزون للمنطقة الجنوبية قبل وقت طويل جداً من بداية موسم الصيف مما يعني ان الاقبال اصبح كبيراً لتلك المنطقة وهذا بفضل الله اولاً ثم بجهود مهندس السياحة الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.كذلك فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين ايده الله قدمت جهداً كبيراً في دعم هذا القطاع الواعد وقد وفرت له كل سبل التنمية والاستثمار والهيئة العليا للسياحة كجهة مسئولة عن هذا القطاع بدأت في تنفيذ خططها فيما يتعلق بالسياحة الداخلية ونتوقع ان تشهد السنوات القادمة إن شاء الله إقبالاً كبيراً نحو السياحة داخل المملكة وتراجع حركة المسافرين الى الخارج..