ننفق الملايين في بناء منازل جميلة نتفاخر بها امام من يزورنا، كما ننفق مئات الالوف في سيارات وملابس وذهب ومجوهرات وأجهزة إليكترونية وأدوات مطبخ غالية الثمن ثم ننفق مبالغ أخرى لتحصينها من السرقة فنرى الشبابيك والأبواب الحديدية في كل مكان تحاصر المنزل حصارا عنيفا، ومع ذلك وخلال ساعات معدودة نقضيها في خارج المنزل (هذا خلاف ايام السفر للخارج) نكتشف سرقة المنزل، سواء بسبب أننا نسينا أحد الأبواب مفتوحاً او لتواطؤ السائق او الخادمة او لأن الحرامي بكل بساطة أحضر معه صاروخاً (احيانا مجرد منشار حديد ابو ريالين) وقام بقص حديد الشباك وفي دقائق معدودة أصبح داخل المنزل يتجول ويجمع ما خف وزنه وثقل ثمنه، وليس هذا فقط بل ان هناك حرامية متخصصون في الاعراض والعياذ بالله يجمعون الصور العائلية و أشرطة الفيديو الخاصة جدا باحثين عن كل ما هو مثير وما يمكن ان يصبح مصدر رزق دائم عبر بيع هذه الصور والافلام فحسبنا الله ونعم الوكيل. من هو السارق؟ ان اكثر ما يصيب المسروق من قهر بعد صدمة السرقة هو الرغبه في معرفة ظروف السرقة، كيف تمت ومتى وكيف دخل وهل كان يراقب أهل البيت والاهم من كل ذلك من هو السارق ؟ هل هو من المعارف ؟ من الحارة ؟ عامل دخل البيت للصيانة مثلا ؟ هل هو على علاقة مع احد الخدم ؟ وأسئلة كثيره تهون معها ماتم سرقته ؟ وهنا يتمنى المرء لو استطاع الحصول على صورة حتى لو غير واضحه وهو شعور عنيف وجدته عند أحد الزملاء الذين تعرضوا للسرقة، وبعد حادثة السرقة ربما نصدم بعدم تفاعل الاخرين حولنا حول ما أصابنا وعجزهم عن المساعده بمن فيهم الشرطة التي تبدوا أحيانا غير مهتمة او غير احترافية وكما يقولون حبالها طويله تماما مثل الطبيب الذي اعتاد على موت بعض المرضى، ونحن اذا نسترسل في شرح هذه الحاله فإنما نود نقل الصورة القاتمة لحوادث مؤلمه تحدث يوميا في العالم كله ونبقى غافلين عنه الى ان نجد انفسنا وقد أصبحنا ضحايا وعندها يكون قرار التحرك السليم متأخراً وقد لا تحدث بعد ذلك أي محاولة للسرقة فلا يكون هناك حاجة الى دفع مبالغ للحماية. الحديد...عادات وتقاليد لقد أصبحت الابواب الحديد والشبابيك المثقلة بالحديد جزءاً مهماً من عملية البناء ولم يعد صاحب الفيلا يفكر كثيرا ان كان هذا العمل يساوي مايدفع فيه من حيث الحماية اللازمة، وبالكاد تجد من يقارن مستوى الحماية الذي يقدمة الحديد بالمبالغ المدفوعه فيه وان كانت هناك اساليب حماية أخرى متوفره بأسعار أفضل وبمستوى أعلى، لقد دخلت التقنية كل أمور حياتنا ماعدا في الحماية، ربما لأن الأنظمة الأمنية لا تبدو واضحة المعالم او لأنها معقده التركيب والتشغيل، كما ان هناك محاذير أخرى مهمة هي الجانب الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد، فالناس تهاب زيارة محارمها إلى المنازل المزودة بكاميرات وذلك حتى لا تكشفهم وتسجل تحركاتهم، ولكن لكل من هذه المحاذير حلول مناسبة جدا . مشاكل الانظمة الحديثة لا شك ان لكل شيء محاسن ومساوئ وكذلك الحال مع الانظمة التقنية الحديثة ومن أهم مميزات الانظمة الامنية الحديثة هي كفاءتها العالية في ردع وكشف والتبليغ عن المجرمين اثناء قيامهم بالسرقة فهي انظمة مرنة متحركة وليست مجرد حديد صلب صامد، وبالفعل فقد تطورت كثيرا بحيث اصبحت سهلة التركيب والتشغيل والصيانة كما يمكن ربطها بأجهزة الحاسب وحفظ البيانات على القرص الصلب ويمكن للحاسب ان يتصل بصاحب المنزل على جواله عند استشعار وجود شخص متسلل الى المنزل وإطلاق صفارات انذار واضاءة المداخل والاحواش كما ان اسعار هذه الانظمة أنخفضت بشكل كبير عن السابق وأصبح جهاز تسجيل الفيديو لمدة اربعين يوما تقريبا لا يتجاوز 1200 ريال اما الكاميرات للمنازل بالتصوير الليلي و النهاري في حدود 800 ريال فقط لأفضل الانواع وتوجد انواع اقل جودة لا يتجاوز سعرها 60 ريالاً اما الكاميرا اللاسلكية فتبدأ من 120 ريالاً الى 350 ريالاً حسب الجودة مع جهاز استقبال يمكن ربطه بالحاسب او التلفزيون او الفيديو للتسجيل ويوجد جهاز تسجيل فيديو رقمي يطلق عليه اسم DVR(Digital Video Recorder) مزود بقرص صلب بسعات كبيره يمكنها تسجيل مدة تصل الى اسبوعين (اسبوع لكل 20 جيجابايت تقريبا) فاذا كان حجم القرص 80 جيجابايت فقد تصل سعة التسجيل الى اربعة اسابيع ويمكن فك القرص واستبداله بقرص فارغ كل اسبوع كما يمكن نقل البيانات عبر اليو اس بي الى قرص خارجي لتفريغ القرص الاصلي وتجهيزه لتسجيل مدة جديدة ويبلغ سعر هذا الجهاز مايقارب 2500 ريال ويمكن توفير مساحة كبيرة على القرص اذا كان التصوير يعتمد على الحساسات أي لا يتم التصوير الا عندما يكتشف جهاز الاستشعار وجود حركة في المكان وبالتالي يتم تسجيل التحركات فقط مع توفير كبير للوقت بحيث يصور الجهاز لمدة قد تتجاوز الشهر، كما تتميز الانظمة الحديثة بجودة الصورة ووضوحها وعملها ليلا بكفاءة كبيرة وكشفها لمناطق واسعة وهي مزودة ايضا بجهاز لاقط للصوت بحساسية عالية وبض الكاميرات صغيره جدا لدرجة لا يمكن للسارق كشفها مطلقا وفي السوق ايضا كروت يتم وضعها في جهاز الحاسب ومرفق معها برامج لضغط الملفات وذلك لتطويل مدة التسجيل ويمكن ربط اربع كاميرات او اكثر بالكرت مباشرة كما يمكن للجهاز الاتصال بصاحب المنزل في حالة وجود حركة في المنزل في اوقات محدده، ولايتجاوز سعر الكارت 250 ريالاً، ومن الصعب ملاحقة التطورات في هذا المجال ولكن ماهي العيوب في هذه الانظمة؟ ان اول مايقوم به المجرم قبل سرقة المنزل هو فصل التيار الكهربائي عن المنزل قبل ان يقدم السرقة وهنا تتعطل أجهزة التسجيل والكاميرات وغيرها فورا، ولهذا اوجد عدة شركات أنظمة تسجيل مستقله بذاكرة من نوع فلاش بسعة صغيرة نسبيا 256 ميجابايت فقط وهي تسجل لمده 24 ساعة تقريبا ولكنها مزودة بحساسات للتسجيل في حالة الحركة فقط ولهذا تكون المدة أطول بكثير وتعمل هذه الاجهزة الصغيره ببطارية ومزودة بكاميرا رائعه تعمل حتى في الليل ويمكنها تصوير السارق ولكن يشترط ان تكون المسافة في حدود خمسة أمتار تقريبا حتى يتم تصوير ملامح الوجه بوضوح، ومن الحلول لهذه المشكلة ان يتم تزويد الحاسب ببطارية يطلق عليها اسم UBS(unterrupt power supplay) وهي تجعل الحاسب يعمل بعد انقطاع التيار لعدة ساعات، وكذلك لا ننسى وجوب وضع كاميرا امام المنزل تكشف من يقترب من عداد الكهرباء وتصويره قبل لحظات من إطفاء الكهرباء على المنزل وهذه الكاميرات في العادة ذات زاوية كبيرة تكشف الشارع والسيارات القريبة وليس الاشخاص فقط وستساعد كثيرا في الكشف عن المجرمين، ومن عيوب الانظمة الامنية هي المحاذير الاجتماعية والتي تجعل الناس يبتعدون بمحارمهم عن مناطق الكاميرات ويمكن لمن يواجه هذه المشكلة تزويد منزله بانظمة كشف للحركة بالصوت والحركة فقط بدون الحاجة الى التصوير وبالتالي يقوم جهاز الانذار بإصدار اصوات تحذيرية والاتصال بصاحب المنزل في حال وجود حركة مع تسجيل للصوت، ومن الخدع التي يستخدمها بعض الناس هو وضع كاميرات وهمية بضوء احمر صغير في اماكن مختلفة في المنزل بحيث يشعر المجرم ان المنزل مليء بأجهزة المراقبة فيتفادى الاقتراب من المنزل ولا تتجاوز اسعار هذه الكاميرات الوهمية ال 50 ريالاً وهي فعالة جدا أكثر مما يتوقع الناس.