واصل المؤتمر الدولي الأول للأبعاد التربوية لعلاج ظاهرتي التطرف والإرهاب أعماله في الكويت والذي تنظمه وزارة التعليم العالي الكويتية تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد. وشهد المؤتمر خلال جلساته تقديم العديد من أوراق العمل من قبل المشاركين ركزت على تشخيص ظاهرة الإرهاب وواقع التطرف والعمل على ايجاد أفضل السبل والحلول المعالجة لتلك الظاهرتين، متناولة دور الرؤية الشرعية في علاج مشكلة التطرف الديني ونظرة الإسلام الصحيحة إلى الآخر يمثل بقية الشعوب والأمم. وأكد المشاركون في هذا المؤتمر خلال مداخلاتهم ودراساتهم التي تم استعراضها أن التطرف لا يختص بدين من الأديان أو أمة من الأمم، على اعتبار أن الأديان كلها أتت برسالة واحدة هي عبادة الله وحده، مشيرين إلى أن أي مدخل للإصلاح لا يبدأ بالتربية محكوم عليه بالفشل منوهين إلى أن تشخيص ظاهرتي الإرهاب والتطرف من منظور تربوي يجب أن يُسند في المقام الأول لمرتكزات تربوية. وأكدت البحوث التي قدمها المشاركون أن اكتساب الفكر والتفكير وتكوين الاتجاه والضمير لا يأتي بين عشية وضحاها وإنما يتجمع ويتراكم عبر سنين التربية بهيئاتها ومؤسساتها المتعددة والتي أهمها المدرسة. واجمعت الدراسات المطروحة خلال المؤتمر على أن التعامل مع ظاهرتي الإرهاب والتطرف والغلو ينبغي أن يؤسس على تحديد الهوية وتشخيص الأداء ثم التعرف على عوامل بروزه وآلية معالجته، مؤكدة على أن أهم وسيلة لمعاجلتها هو الوسطية والاعتدال والرحمة التي يدعو إليها ديننا الإسلامي. وأوضحت أوراق العمل التي عُرضت خلال جلسات المؤتمر أن العنصر الشبابي هو المستهدف بالدرجة الأولى في تفشي ظاهرة الفكر المتطرف وأن التركيز على البُعد التربوي في التصدي للمفاهيم الضالة التي قد تجرف الأبناء إلى حافة الهاوية خصوصاً بعد تسلل هذا الفكر وتغلغله في المجتمع. يذكر أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يشهد مشاركة الكثير من المسؤولين والخبراء في شؤون الإرهاب وكذلك التربويين في عدد من الدول.