عقد الأسبوع الماضي المؤتمر الدولي الأول لكود البناء السعودي حيث دعت اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي عدداً كبيراً من المختصين والمختصات في أنظمة الكود العربية والعالمية.. وكود البناء لمن لا يعرفه! هو: مجموعة من القوانين والنظم الإدارية والفنية المتعلقة بالبناء والمبنية على القواعد العلمية والهندسية مع الأخذ في الاعتبار خواص المواد والظروف الطبيعية والمحلية ومتطلبات الحماية من الحريق والأخطار الطبيعية كالزلازل والرياح.. الخ. والجميل في ذلك المؤتمر أنه وجهت دعوات لأكثر من «400» سيدة من جميع مناطق المملكة في تخصصات ومجالات مختلفة.. ورغم أنه لم يحضر من المدعوات سوى مجموعة تعد على الاصابع، إلا أن وجود المرأة في المؤتمر كان فاعلاً بمشاركتها ومناقشاتها عما تجهله من جانب، وبإكسابها ثقافة تجتهد في نقلها لغيرها من جانب آخر، وهو ما حقق أحد أهم أهدافه بنشر ثقافة الكود في المجتمع. وإذا تجاوزنا حقيقة أنها مواطنة ولها ما للمواطن «الرجل» فإننا نصل إلى واقع أن منهن، مهندسات معماريات، ومصممات ديكور، وسيدات أعمال، وصاحبات مكاتب استشارية وهندسية، ومسؤولات في مواقع المسؤولية.. ووجودها مهم وضروري كشريك في التنمية الوطنية وهذا المطلب الملح الذي تصر عليه بعض السيدات، أثار شجونهن في ذلك المؤتمر حيث خصصت المهندسة لطيفة السديري ورقتها التي شاركت فيها لليوم الثاني باسئلة استنكرت فيها ذلك الإقصاء والتهميش للمهندسة السعودية التي اجتهدت وحصلت على شهادات أكاديمية من جهات معترف بها وعادت لتخدم وطنها ولكنها تقابل بمزيد من الإحباط وكثير من العراقيل أهمها عدم «الاعتراف بها» بمعنى عدم منحها ترخيص لمزاولة مهنتها؟! كما عقبت إحدى خريجات هندسة الديكور من جامعة سعودية بعدم وجود حتى الآن وظائف أو طلب لذلك التخصص الحيوي المهم في وزارة الخدمة المدنية. وعلى كل حال نشكر للجنة الوطنية لكود البناء السعودي جهودها المستمرة في العمل على تحقيق سلامة المنشآت وقاطنيها، وترشيد الاقتصاد الوطني، وعلى دعمها لمشاركة المرأة، فالمؤتمر فتح باباً أتمنى أن لا يخرج من يوصده في طريق تلك السعودية التي تحب وطنها وتتوق لشرف خدمته!! [email protected]