عندما يعيش الإنسان حياة أمل وطموح، وعندما يعايش تلك الطموحات صغيراً ويكبر ويستمر في النمو وهو ما يزال يسير مع أفكاره وإبداعاته في تلك الأمور التي يريدها، وربما يتوظف بالوظيفة التي يريدها من غير ما يطلب لها مدا ولا يمد لها يداً، بل هو من فضل الله وتيسيره له سبحانه وتعالى. يعيش بذلك سعادة عظمى ويسير في درب المحبة والسرور، ولكن حينما تزدحم عليه الأفكار وتزيد الطموحات يتغير الوضع ويصبح الأمر أكثر جدية بغير ما كان يفكر به، كان يظن الأمر سعادة في استخدام طاقات الموهبة، والاستئناس بتفعيل أسرار الحرفة والتميز في التعامل مع القدرات، وعندما يدخل في عالم الجدية والمسؤولية يعيش في عالم متغير، يحس أنه مهم ويحتاج إليه الجميع، وهو مع ذلك بحاجة إلى إنتاج أكبر، ومجهود أوسع، ويتمنى لو أنه حقق القدر الأكبر من الاطلاع والاستفادة والتوسع في تلك الموهبة، وهو يعيش مع تلك الأفكار وهذه الذكريات حياة الحزن والضيق والاكتئاب، وهو لا يعلم أنه ربما تكون تلك المهنة التي يمارسها هي طريق تفعيل تلك الطاقات، وتلك الظروف الوظيفية القاسية هي خطوات أولى لمجال الإبداع والتميز والظهور بأفضل الإنجازات وأحسن النتائج. فيظل هكذا حائراً ومتخبطاً في تفكيره وتحصيله لمطالبه وبحثه عن الأنسب بل الأفضل والأعلى والأرقى حتى يصل إلى اليوم الذي يجد فيه النكسة الكبرى والسقطة العظمى، نعم هو ذلك اليوم الذي يحس بأنه اختار طريق الفشل وسلك دروب القاع لا تعبيد القمم. فيتلقى كلمات التوبيخ وزفرات المسؤول المتضجر، فيفجع بأنه خاطئ في كل ما يفعله، لم يصب مراده، ولم ينل مبتغاه.