أورد الدكتور علي بن شايع النفيسة مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية قصص بعض الشباب الموقوفين في قضايا أمنية لها علاقة بالفئة الضالة المتورطين بعمليات ارهابية في المملكة ومنها قصّة ذلك اليافع الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره والذي أدلى بمعلومة أراها في منتهى الأهمية وتدل على اعتراف (كبار) تلك الفئة بضعف حججهم الظلامية وإمكانية تقوضها في مواجهة الحقائق التي يتهربون من الاعتراف بها فكان (أمير الجماعة) الخبيث يأمره بأن لايستمع الى إذاعة القرآن الكريم (أيّ ظلامية أكثر من هذا) وإن كان ولابد فللقرآن الكريم فقط بشرط أن يقفله حال انتهاء القراءة والهدف من ذلك كما يقول الدكتور النفيسة في حديثه الذي نشرته هذه الجريدة يوم الجمعة التاسع من شهر ديسمبر2005م الهدف هو الحجر الفكري عليه لئلا يستمع من غيره خشية التأثير عليه بما يُخالف منهجهم، وأقول إن هدف ذلك التيار لايقتصر على الحجر الفكري على أتباعهم السذّج بل يتمنون فرضه على المجتمع بأكمله حتى يمكنهم التغلغل بأفكارهم المشوهة وغرسها في وجدان كل فرد لتحقيق الخطوة الأولى في مخططهم الشيطاني وهو الوصول الى السلطة ثم التحكّم في رقاب ومصائر البشر..!!كانت حكومة (طالبان) البائدة تُحرّم وتمنع وسائل الاتصال التي تنقل مايحدث في العالم الى الشعب الافغاني حتى تحجب عنه الحقائق ويظلّ لايسمع إلاّ صوت طالبان وفكرهم المتخلّف لأنهم يعرفون مدى هشاشة حقيقتهم وهذا بالضبط ما فعله قادة الفئة الضالة في بلادنا إذ يسعون قدر إمكانهم حجب كل فكر غير فكرهم حتى لايسمع أتباعهم ومن يُضللونه صوت الحقيقة فيبقون أسرى لمنهجهم الظلامي المنغلق ويسهل بعد ذلك تطويعهم وتوجيههم لتنفيذ مخططاتهم التخريبية .! قال أحد المتراجعين عن فكر هؤلاء بأنه حين لم يفلح في حياته قرر الذهاب الى الموت طائعاً (خلني أروح تجيني رصاصة في رأسي أموت وأروح الجنّة) هكذا بكل بساطة تُحقن الأذهان المسطّحة بمعلومات غيبيّة يصعب عليهم فهمها (قال لي خلاص احفظ واحفظ من الكتب، قلت والله لو فيني حفظ كان كمّلت دراستي ..ماعندي حفظ) ..!! إذاً هذه هي الشرائح المُفضّله التي يسهل الحجر على فكرها ومن ثم غسله بسهولة وتنفيذ أيّ أمر مهما كان وحشياً ومخالفاُ للطبيعة الانسانيّة، أُناس يتحرّكون بلا عقل بلا وعي وكأنهم مخدّرون والسبب هو ذلك الانغلاق على فكر رجعي وظلامي مُدمّر. لقد أحسن التلفزيون السعودي صُنعاً حين كشف للملأ وعلى ألسنة ضحايا الفكر الظلامي اساليب التجنيد والضحك على أدمغة البسطاء وهي رسائل بالغة التأثير موجهة للأسر لكي يأخذوا حذرهم حين يشاهدون مظاهر التشدد والغلو بادية على أحد اولادهم فيسارعون الى إنقاذه قبل فوات الأوان والحِكمة تقول «إذا قتلت الأفعى جدّك ،فعليك بالهرب حالما يلوح لك حبل في الطريق فخذوا حذركم العدو يقبع بيننا».