في الستينات من عمره، أعطاه الله مالاً وصحة ولم يدرك من العلم إلا يسيرا، تزوج حديثاً- ليجدد شبابه- على الرغم من انشغاله في أعماله المتعددة!!!. سأله صديق عمره عن حاله بعد مضي عدة أشهر من زواجه فأجابه الحمد الله، أحس بحياة جديدة معها، ولكنني غير متفرغ لها وأشعر بأنني لا أعطيها الوقت الكافي، وفراغها طويل ولم أستطع أن أجد لها عملاً يشغلها بعض الوقت. فأشار الصديق.. لماذا لا تجعلها تستفيد من الإنترنت، وعمل الرجل بنصيحة صديقه، وأصبحت شبكة الإنترنت للعروسة الجديدة وسيلة لتمضية الفراغ بدون تهيئة مناسبة!!. و كانت النتيجة هي انغماسها في حضور غرف المحادثات عبر الإنترنت والتحدث مع الآخرين! ثم استقر رأيها على متحدث محدد، وبدأت العلاقات تتطور من ارتياح للمتحدث إلى إعجاب بقدرته على فهمها وواقعها، وإلى تلهفها في استمرارية المحادثة معه وعدم الصبر عنه. ولكن العروسة لصدقها أدركت وتنبهت فصارحت زوجها واستطاعا سوياً تجاوز الأزمة قبل الوقوع في المصيدة. مثال جيد لامرأة عصمت نفسها وابتعدت عن المغريات، ولكن هناك أمثلة متداولة في ساحات الحوار على الإنترنت محزنة لشباب وشابات بدؤوا في المحادثات كأسلوب للحوار والاستزادة الثقافية حتى صار ذلك ادماناً خلف وراءه قصصاً مأساوية على حياتهم الاجتماعية والعملية. وفي الواقع يحب الناس أن يتحدثوا مع بعضهم وجها لوجه وتمضية الأوقات في المحادثات والمناقشات، لكن هذه التقنية سهلت للمتحدثين عبر الإنترنت الحديث المنطلق مع أصناف متنوعة من الأشخاص. وتجد العجب وأنت ترى صراحة المحادثات التي تصدر من شباب وفتيات في كثير من غرف المحادثات قد تصل إلى حد الإسفاف وتجاوز كل الخطوط الحمراء للأدب والأخلاق. ويشجع المتحدث على ذلك الإحساس بأن الآخرين لا يعرفون شخصيته، إضافة إلى عدم وجود توجيه من الأسرة أو المنزل فينطلق بلا حدود، ومن أشد المخاطر في هذا المجال هو تشجيع بعض كبار السن الصغار أو الفتيات في الحديث عن الجنس والتغرير بهم. ويتأتى ذلك من خلال التدرج معهم والاستماع إلى مشاكلهم حتى تبنى الثقة التي يمنحها هؤلاء الأبرياء من صغار السن أو الفتيات لشياطين غرف المحادثات، وبالتالي يفصحون عن هويتهم ومعلومات عن أهلهم وذويهم. لا تتوافر إحصائيات محلية عن حجم المتضررين من التشات، ولم اطلع على دراسات تربوية حول الموضوع، والمشكلة هي عالمية ولا يخلو منها مجتمع، ولكن أثرها كبير في المجتمعات المحافظة. فكيف يمكن التخفيف من ضرر هذه المحادثات؟!. [email protected]