كنت في لقاء مع صديق عزيز وتطرق الحديث عن الإنترنت، وفوائد التواجد على الشبكة بالنسبة للشركات والمؤسسات التجارية بإقامة المواقع الملائمة لها للتعريف بها أو ترويج منتجاتها، ويبدو إنني تحمست في شرح أفكار وتأملاتي. فاتهمني بأنني أتحدث عن الإنترنت حديث الوله المستهام، وأنني أحلق في خيال بعيدا عن الواقع وأن ما أتحدث عنه من فوائد لهذه المواقع لن نراها قريباً في واقعنا. ثم لاحظت أن اللبس لديه أتى من أن كثيراً من الشركات أو المؤسسات الحديثة تضع في إعلاناتها عناوين مواقع لها لم تكتمل بعد أو أنها تحت الإنشاء أو إنها غير ديناميكية، (أي لا تتفاعل مع طلبات الشراء بشكل مباشر). وأوضحت له أن المواقع التجارية يمكن تصنيفها كالتالي : 1 - موقع لتقديم أخبار أو معلومات عن الشركة أو المؤسسة صاحبة الموقع ويتضمن ذلك خدماتها أو منتجاتها وغير ذلك. 2 - موقع ديناميكي متفاعل لبيع المواد أو الخدمات عبر الإنترنت (مثل مواقع بيع الكتب). 3 - موقع يقدم دعايات معينة لترويج منتجات وسلع موجودة خارج الشبكة (مثل مواقع بيع المنازل). وتكلفة إقامة موقع تجاري على الإنترنت يشمل كل العناصر الضرورية هي تكلفة محدودة، قد تعادل قيمة إعلان نصف صفحة في جريدة وليوم واحد فقط،، ولكن المهم هو استمرارية تحديث وتغذية الموقع بالطريقة التي يجعله جذاباً. وينبغي أن ينظر إلى موضوع الإنترنت بتكامل أي لابد من مواقع فعالة وزوار مستمرين، فالشبكة تعتبر أفضل وأرخص وسيلة عرفها الإنسان للتواصل والتفاعل بين ملايين البشر. ولكن إقامة المواقع التجارية التي تقدم السلع والخدمات والمعلومات عبر الإنترنت لا تكفي، بل لابد من أن يكون هناك عدد كبير من المستخدمين الذين يزورون هذه المواقع ويستفيدون منها وتوفر عليهم الكثير من الوقت والمال. وكل شركة تحدد الطريقة الأكثر ملاءمة لإقامة الموقع الخاص بها على شبكة الإنترنت، وهناك الكثير من المواقع التجارية الناجحة لشركات صغيرة، ولكنها استطاعت توظيف قدراتها في تفعيل الموقع بشكل رائع وجذاب للزوار باستمرار. وأتفق مع صديقي بأن مجتمعنا لم يتفاعل مع الإنترنت كما ينبغي ، ولكن المسألة في الوقت واستخدامات الانترنت في حياتنا تتزايد يوماً بعد يوم حتى وان كان حجم هذا الاستخدام لا يزال أقل بكثير من الطموحات التي نأملها جميعاً. والمنشآت التجارية الواعية هي التي تبادر إلى إيجاد مواطئ أقدام لها على شبكة تتزاحم فيها الأقدام!!. [email protected]