ليس خافياً على أحد أن «مملكة الإنسانية» تشهد مرحلة مهمة، ولا أبالغ إذا قلت إننا نمر الآن بمرحلة محورية في تاريخنا المعاصر.. قيادة تفي بالتزاماتها ومسؤولياتها بكل صدق وشفافية تجاه شعب واثق من حكمة القيادة وقدرتها بإذن الله تعالى على الانطلاق نحو آفاق جديدة تستكمل من خلالها المنجزات الضخمة التي تتحقق بكل فخر واعتزاز عبر مسيرة هذا الوطن وشواهدها هذه النهضة الحضارية التي لا يستطيع أحد أن ينكرها وهي ساطعة في كل بقعة من أرجاء بلادنا.. اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعلمياً. ولا يسع المجال هنا للحديث عن كل أركان نهضتنا وانجازاتها، ويكفي أن نذكر ما نحن بصدده اليوم، والذي يمكن أن يكون بمثابة دلالة دالة عن تلك الحركة التنموية الشاملة في مختلف المجالات وخاصة الخدمات الصحية والتي تعكس اجمالاً الدعم اللامحدود الذي توليه قيادتنا الحكيمة.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - من أجل تلبية كافة احتياجات المواطنين وعلى أفضل مستوى متقدم.. وفي هذا الإطار تشهد منطقة القصيم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع أكثر بكثير من مشروع صحي، وأكثر من توسع في خدمة صحية أو علاجية.. لأن ما سيتم في منطقة القصيم حقيقة هو عبارة عن نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية في كل محافظات ومدن وقرى المنطقة. فإن قرب الانتهاء من إنشاء «12» مركزاً صحياً للرعاية الأولية بمواصفات موحدة وبدء التنفيذ في «21» مركزاً صممت على أحدث الطرق والنظريات الصحية العالمية بالاضافة إلى أن إنشاء برج مستشفى بريدة المركزي بتكلفة اجمالية تبلغ «99» مليون ريال ليشتمل على كافة التخصصات تقريباً وبسعة «300» سرير، فإن كل ذلك يعني تطويراً غير محدود في الخدمات الصحية بالمنطقة ليرتفع عدد الأسرة بالمنطقة مع بقية مشاريع ميزانية العام القادم ما يقرب من ثلاثة آلاف سرير. كما أن إنشاء مستشفى الصحة النفسية ومعالجة الادمان في منطقة القصيم، بتكلفة تصل إلى أكثر من «96» مليون ريال يعكس الجانب الإنساني والاجتماعي في استراتيجية وخطط وزارة الصحة. كما أن قيام وزارة الصحة بضخ ما يربو على تسعين مليونا في الأعمال التطويرية لمنشآت المنطقة وصيانة أجهزتها الطبية هذا العام، هذا يعني الحرص على المحافظة على كفاءة عمل المرافق الصحية والأجهزة الطبية بالمستوى الذي يفيد بصورة أو بأخرى المواطن من جهة.. ومن جهة أخرى ان هذه المرافق والمعدات والأجهزة الطبية هي من مقدراتنا التي يجب المحافظة عليها. ان زيارة معالي وزير الصحة للقصيم تحمل أكثر من معنى وقيمة مرحلية ومستقبلية.. فهي تتضمن زيادة عما ذكرناه تفقد مشروع توسعة الطوارئ وعيادات مستشفى الملك فهد التخصصي.. بالاضافة إلى افتتاح الكلية الصحية للبنات ببريدة، وافتتاح كلية العلوم الصحية للبنين بالبكيرية ثم الدورة الثانية لمديري المستشفيات بالمملكة.. وذلك يعني أن العمل لا يقتصر فقط على الانشاءات بل ماض بنفس مستوى الإنجاز في بناء وتأهيل وتوفير الكوادر البشرية الوطنية سواء من ناحية تخريج دفعات من ابنائنا من البنين والبنات في مختلف مجالات العلوم الصحية الوطنية لتضطلع بمهامها ومسؤولياتها في هذه الصروح الصحية العديدة بمنطقة القصيم والتي تبلغ «16» مستشفى و«136»مركزاً صحياً منتشرة في محافظات المنطقة أو من ناحية تطوير وتدريب الكفاءات التي تدير المرافق الصحية في مختلف مناطق المملكة. ولا شك ان الإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الصحة في منطقة القصيم ما كان لها أن تتحقق إلا بفضل الله تعالى، ثم بالعناية الفائقة التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي لم يأل جهدا في رعاية هذه المشاريع بالاضافة إلى أن معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع أولى كافة المشروعات الصحية بالقصيم بالمتابعة الدقيقة والاشراف المتواصل بهدف تطوير وتحديث الخدمات الصحية بالمنطقة ورفع كفاءة العمل في مختلف مرافقها وذلك إنفاذاً لتوجيهات ولاة أمورنا في تقديم أرقى خدمة صحية للمواطنين وقاية وعلاجاً. ولهذا نأمل أن تلبي هذه المشروعات التي تشهدها القصيم طموحاتنا جميعا وأن تدفع بمسيرة وطننا الغالي خطوة إلى الأمام نحو مستقبل أفضل.