لماذا عزفت شركة زجاج جارديان السعودية الدولية المحدودة «قلفجارد» ومقرها بالجبيل الصناعية عن التوسع بالجبيل وذلك بعد أن قررت التوجه لدولة الإمارات العربية المتحدة لإقامة مشروع مشترك وإنشاء مصنع للزجاج المسطح والعازل والملون بتكلفة تقديرية تبلغ (110) ملايين دولار وبطاقة 700 طن باليوم ما يعادل نحو 255 الف طن سنوياً ويستغرق تنفيذه 16 شهراً.. وقد أعلنت الشركة هذا القرار دون إيضاح مسببات عدم إقامة المشروع في الجبيل الصناعية حيث تتوفر الفرص الاستثمارية الناجحة والبيئة الخصبة والكثير من المزايا النسبية وتوفر ورخص المواد الخام ووجود موانئ التصدير الحضارية والمتجددة اضافة إلى بدء بناء الجبيل 2 والتي ستحظى ببنية تحتية وتجهيزات أساسية قوية ومتماسكة متكاملة الخدمات بشكل لا يقارن في أي مدينة صناعية أخرى بالعالم. وعلى النقيض من ذلك سارعت «قلفجارد» بالتوجه للاستثمار في الامارات وذلك على الرغم من أن الشركة نفسها قد حققت انجازات موفقة في صعيد اعمالها بالجبيل التصنيعية والإنتاجية والتسويقية حيث نجحت في شحن اكثر من مليون طن من منتجاتها لأكثر من 50 دولة في العالم فضلاً عن تلبية احتياجات السوق السعودي.. وتشمل منتجاتها جميع أنواع الزجاج المسطح والمثلج والنموذجي الملون متعدد الأنواع وبسمكات مختلفة وكذلك الزجاج العائم والتي تلائم مختلف الاحتياجات وبطاقة انتاجية إجمالية للشركة تبلغ (233,6) ألف طن متري سنوياً ما يعادل 640 طن يومياً.. وتصنع الشركة أنواع الزجاج بكفاءة عالية وفق تقنية خاصة بشركة قلفجارد وهي إحدى الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في صناعة الزجاج المسطح ومشتقاته وتملك 24 مصنعاً لصناعة الزجاج في مختلف أنحاء العالم. وهذا النجاح دفع الشركة لتصعيد استثماراتها لتبلغ (506,25) ملايين ريال ما يعادل 135 مليون دولار وساهم في تصعيد الإنتاجية افتتاح خط انتاج الزجاج المثلج بطاقة 29,000 الف طن متري وبتكلفة 40 مليون ريال ويتميز هذا المنتج بخصوصيات منها انه يستوعب 70٪ من الطاقة المنتجة في السوق المحلية وهي أكبر مستهلك فضلاً عن اضافة خط المرآة لينتج مرايا ذات معايير عالية خاصة باستخدام احدث التقنيات في صناعة المرايا حيث ينبعث من هذه التقنية الجديدة نحاس لتقدم منتجاً اقتصادياً يتميز بمقاومته لأشد أنواع الطقس تآكلاً مثل الرطوبة التي تعاني منها دول الخليج خلال أوقات الصيف. والأغرب من ذلك في قرار الشركة بعدم انجذابها للتوسع بالجبيل هي وفرة ورخص المواد الخام التي تعتمد عليها الشركة في عمليات التصنيع وابرزها توفر الرمل بكميات هائلة بالمملكة حيث يشكل الرمل أهمية قصوى للشركة حيث يدخل في عمليات انتاج الزجاج كمادة اولية خام وتحصل عليه من الرياض وبقيق دون عوائق تذكر في الوقت الذي يمثل فيه الرمل ميزة نسبية كبيرة حيث تعد تكلفة انتاج وتصدير الزجاج بالمملكة ارخص من تكلفة انتاجه بالولاياتالمتحدةالأمريكية وهذا يعود لتوفر المواد الأولية التي تستخدم في صناعة الزجاج في المملكة باستثناء رماد الصودا وتعد تكلفة انتاج المتر المربع من الزجاج في المملكة أرخص من أمريكا بحكم توفر ورخص سعر الرمل في المملكة.. وبخلاف رمل السيلكا يتوفر بالمملكة ايضاً الحجر الجيري والمغنسيوم البلورية فيما يتم استيراد رماد الصودا والقوالب الملحية من الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما ان هناك ميزة فريدة بالجبيل الصناعية ستفقدها الشركة الجديدة ل (قلفجارد) ألا وهي وفرة الغازات الصناعية التي تدخل في عمليات التصنيع حيث ان الشركة بالجبيل تستقبل نحو 20 الف طن سنوياً من غاز النيتروجين ومليون متر مكعب سنوياً من غاز الهيدروجين من الشركة الوطنية للغازات الصناعية (غاز) إحدى شركات سابك بالجبيل الصناعية وفق عقد مبرم طويل الأجل حيث تم الاتفاق على إنشاء وحدتين لإنتاج النيتروجين والهيدروجين في موقع شركة (قلفجارد) نظراً لوقوعها خارج نطاق شبكة توزيع الأنابيب في المنطقة المساندة بالجبيل الصناعية حيث تقدر استثمارات المشروع 20 مليون ريال. مثل هذا المشروع الذي تقرر أن يقام في الامارات سيكون الخاسر الأبرز منه اقتصاديات الوطن حث ستضخ استثمارات محلية في الخارج وما يترتب على هذا الاستثمار من مزايا عدة ومنها فتح فرص وظيفية كان أحوج إليها مواطنونا ويمكن أن الشركة فضلت الإمارات بناء على النهضة العمرانية الشاهقة التي تشهدها حالياً ومستقبلاً علماً بأن (قلفجارد) تستحوذ على نسبة مبيعات كبيرة في الإمارات وخاصة في دبي.