سافرت بعينيها الخادرتين إلى جزر الحلم تراءت لها مزون الجنة وعناقيد الزينة رأت نفسها من جديد على خدر ريش النعام تغفو وعلى مركب الغرام تسير عواطفها وفارسها ينسج لها من ورق الجوري عقدا هي ملكة تلامس بأناملها شفافية الكريستال الملون ويلامس معطفها الحرير مفاتن جسدها كلماتها أصداف شطآن وأوامرها لا تحتمل النسيان رائعة هي حتى في صمتها جميلة حتى في غضبها تثيرها أنغام بيتهوفن وتشجيها لوحات بيكاسو مدللة في قصرها تعيش عالمها وهي سارحة في دنيا الشعر وما يضيرها أليست سيدة القصر أنفاسها شذا وهباتها عطا تعيش عطر الربيع وحولها كل أنواع الزهور ما أجملها كم تلفت الأنظار بابتسامتها بدلالها بعذوبتها كأنها من بطلات ألف ليلة وليلة كأنها الحور تقبل كالريمة وتغدو كالخيال سيدة القصر يتسابق لرضاها الفرسان ولا تعرف طريق الأحزان.. فجأة.. أشبه بالزلزال يعيدها إلى واقعها صوت متعب يتقطع من حنجرة طفلها أمي، أين الحليب الذي وعدتني به قبل يومين؟1