يبدو أن الإرهابيين قد أرادوا شمول الأبرياء من طلاب العلم الذين يستعدون هذه الأيام لبدء أداء الاختبارات أيضاً بنصيبهم من الإجرام والترويع وذلك من خلال حادثتي التفجير الإرهابيتين اللتين ارتكبتا في مدينة الرياض مساء يوم أمس الأول الأربعاء.. هذا التوقيت الذي جاء قبيل بدء اختبارات الطلاب بيومين فقط وكأنهم بهذه الجريمة أرادوا الانتقام من هؤلاء الطلاب الأبرياء وتشتيت أذهانهم وزعزعة تفكيرهم اثناء المذاكرة والمراجعة.. هذا العمل الجبان الذي لم يستهدف إلا الأبرياء والمسالمين من أبناء الوطن والمقيمين في تلك الليلة من خلال ارتكاب ذلك العمل الؤجرامي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ونشر الرعب والذعر بين الأطفال والنساء. هذه الجريمة الجبانة الغادرة تطرح أمامنا تساؤلات هامة لكن أهم هذه التساؤلات هو لماذا لا نعود إلى حقيقة ودوافع الأخبار التي تبثها مراراً وتكراراً بعض القنوات الفضائية وخاصة قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين لتتأكد لنا من خلالها حقيقة هامة وهي كيف استغل زعماء الإرهاب في العالم وخاصة أكثر في هذه البلاد هاتين القناتين بشكل خاص وبكل ذكاء عندما استطاعا تحويلهما من قناتي للإعلام الاخباري المثالي إلى إعلام (قد)يدعم الإرهاب وقد يدعم أهدافه المباشرة ويحقق له مخططاتهم الإرهابية التي يتزعمونها في هذا العالم حتى أصبحت كل نشرات أخبار هاتين القناتين لا تخلو من التنافس المشين على اذاعة خبر أو تصريح أو تسجيل لكل زعماء الإرهاب الأحمق الذي يستهدف الأبرياء في هذا العالم. لنأخذ على سبيل المثال كم أذيع في هاتين القناتين من خبر وكم من تسجيل مسموع أو مرئي وكم من تعليق تسابقت وتنافست على نشره دون تمعن ودون تفكير وكأنهما أصبحتا قناتين فضائيتين تتبعان ابن لادن وأعوانه؟؟ - على سبيل المثال ماذا استفاد العالم واستفاد السلام والمسلمون والأمن واستفاد المشاهد المتابع من ترديد خبر ترشيح ابن لادن للزرقاوي ليكون زعيماً للقاعدة في العراق؟! - وماذا يستفيد العالم من تصريح ابن لادن بعد حادثة القنصلية الأمريكية في محافظة جدة؟ - ماذا استفاد العالم والإسلام والمسلمين من تكرار تصريح ابن لادن في دعمه للضال الفقيه؟؟ - ماذا أضافت مثل هذه الأخبار للمثقفين وللمطلع وللمشاهد العربي!! - من يكون ابن لادن والزرقاوي والظواهري وغيرهم حتى تفرح وتسعد قناة الجزيرة أو قناة العربية بالفوز بخبر أو تصريح لهم؟؟ إن تكرار اذاعة مثل هذه الأخبار بعدة طرق وبأساليب متعددة وتحليلها من قبل أشخاص متعاطفين ومؤيدين لهم في مثل هذه الأفكار ليس ذلك كله إلا دعما غير مباشر لزعماء الإرهاب وأعوانهم وليس إلا اضراراً واضحاً لجهود مكافحة الإرهاب التي يتكاتف العالم الآن على مواجهتها بكل حزم وبكل قوة.. بل ان الأمر لم يتوقف على اذاعة مثل هذا الخبر بل انها في معظم الأحوال تضيف إليه الكثير من التعليقات والنقاش والبحث وكأن مثل هذا التصريح حدث الموسم الأهم. - فلماذا يا قناتي الجزيرة والعربية أعطيتما الفرصة الكاملة دوماً لزعماء الإرهاب بأن يمرروا كل رسائلهم وتوجهاتهم وإلى أتباعهم وإلى أعوانهم بنشر مثل هذه الأخبار..؟؟ - بل ماذا ستضيف إذاعة مثل هذه الأخبار للأخبار المحترمة التي تهم المشاهد!! - لماذا لا نرى ولا نشاهد أخبار زعماء الإرهاب إلا عبر هاتين القناتين فقط ولا يكون ذلك في غيرهما من كل القنوات الفضائية المحترمة! إن المسؤولية الإنسانية والإعلامية والأمنية والعالمية تفترض على مسؤولي هاتين القناتين أن يراجعوا أنفسهم وان يكونوا على قدر واجبهما الإعلامي المثالي الراقي وان يدركوا كل الإدراك أن نشر بيانات واخبار وتصريحات مثل هؤلاء الأشخاص بعيد كل البعد عن المهنة الإعلامية المثالية والحديثة وان ذلك ليس إلا سقوطا واضحا يخالف نهج الإعلام الحديث لاسيما انها تأخذ صفة الاخبار غير الصحيحة وذات أهداف غير نزيهة تسيء إلى القناة نفسها وتسوقها - ربما - إلى التورط في ركب دعم الإرهاب بطرق غير مباشرة؟؟ لذلك نتمنى أن تتوقف قناتا العربية والجزيرة عن اذاعة ونشر كل زعماء الإرهاب مثل ابن لادن والظواهري والزرقاوي والفقيه وغيرهم.. عند ذلك سيقطعا كل وسائل الاتصال الإعلامي بين هؤلاء الزعماء وأعوانهم ولأنهم أشخاص لا ترقى شخصياتهم وتوجهاتهم وأفعالهم وأهدافهم إلى درجة الخبر الإعلامي العالمي المثالي الذي يطمح المشاهد في سماعه من هاتين القناتين لأن أهداف أخبار هذه الفئات ليست إلا أهداف قتل ودمار وإرهاب؟؟