نفت تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش عن انسحاب متوقع لقوات من العراق، نسفت ما رددته وزارة الدفاع البريطانية عن خطة لبدء سحب وحدات عسكرية بريطانية من جنوب العراق. وكان وزير الدفاع السابق جيفري هون قد تحدث امام البرلمان عندما كان يتولى هذه الحقيبة عن تنسيق كامل مع الحليف الأمريكي وانه لا يمكن اتخاذ خطوات احادية الجانب دون التنسيق معه. وكان وزير الدفاع الحالي د. جون ريد تحدث عن احتمال بدء انسحابات بريطانية مع نهاية العام المقبل. وتضغط شخصيات في الحزب الحاكم من اجل انهاء الوجود العسكري البريطاني والخروج من العراق. واعطت الحكومة تلميحات قوية عن ان انتخابات البرلمان الاخيرة وتشكيل حكومة منتخبة قد يعطي حسابات عسكرية لترك مواقع للجيش العراقي في منطقة الجنوب التي تشغلها قوات بريطانية يعد عددها الى 8 آلاف جندي. وتعطي تصريحات الرئيس بوش ان الانتخاب المبكر قبل تحقيق النصر قد يحول العراق الى مكان يؤوي الارهاب الدولي. وتشير تصريحات الرئيس الأمريكي انه لا انسحاب جزئي او كامل قبل انجاز مهمة هذه القوات بالقضاء على التمرد واستقرار العراق أمنياً او غلق جميع المنافذ امام الارهاب. وقد استطاعت مواقف وزارة الدفاع البريطانية السابقة للاشارة باحتمالات بدء الانسحاب نهاية العام المقبل، تهدئة العناصر التي تطالب بخروج فوري وترك الجنوب العراقي وتسليمه لقوات عراقية عسكرية وامنية. ويصعب موقف الحكومة تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي رد على منتقديه بالمزيد من التشدد وارسال نائبه ديك تشيني الى بغداد لتأكيد موقفه من البقاء حتى القضاء على التمرد بالكامل. وقد التزمت الحكومة البريطانية الصمت تجاه تصريحات بوش مما قد يفيد بأن هناك تنسيقاً بالبقاء معاً والخروج معاً، عند اقرار خطة انسحاب في ضوء تقدير القيادات العسكرية، والفهم المباشر لموضوع قوة الجيش العراقي وقدرته على الالتزام بالدفاع عن امن العراق في مواجهة التمرد هناك. وهناك توقعات ان يلتزم «بلير» بموقف يتجنب فيه الاشارة الى موقف القوات البريطانية في العراق وذلك خلال الخطاب الذي سيرسله بمناسبة نهاية السنة الميلادية الحالية. من ناحية اخرى أكد رئيس الاركان البريطاني ميك جاكسون على التزام قواته في العراق بقواعد الاشتباك وانها لا تستخدم اساليب ضد المدنيين العراقيين. وقال جاكسون ان التحقيقات اثبتت تمسك الجيش البريطاني بقواعد حقوق الانسان وعدم الاعتداء عليها. وقال متجر مشهور في بريطانيا هوسان مايكل انه لن يبعث بهدايا للجنود البريطانيين الموجودين في العراق، حتى لا يتورط في تأييد الحرب ولا تحسب هذه الخطوة في موقف سياسي لا يسعى اليه المتجر وفروعه المتعددة في بقاع العالم ومنها بعض مناطق في العالم العربي.