بدأت الهند في الأيام الأخيرة تحشد قواتها على حدود بنغلاديش كما بدأت تقيم المزيد من المخافر على طول حدودها مع جارتها الشرقية فيما وصف مسؤولون هنود أن الهند ترى الان أن مناطقها الحدودية مع بنغلاديش أصبحت «أخطر من كشمير» وأن بنغلاديش قد أصبحت الآن «عاصمة الإرهاب الإسلامي». وقد جاء هذا على لسان عدد من المسؤولين في الجيش والشرطة الهندية.وكان رئيس الوزراء مان مومان سينغ نفسه قد حذر في سبتمبر الماضي من المخاطر التي ستتعرض لها الهند بسبب «الدول الفاشلة» على حدودها إلا أنه لم يسم واحدة من هذه الدول. وقالت مصادر هنا أنه قد تم بالفعل إرسال 8000 من الجنود إلى الجبهة الشرقية في الأيام الأخيرة لينضموا إلى القوات الهندية الحالية التي يبلغ قوامها 45000 جندي على الجبهة الشرقية مع بنغلاديش. ويتم حاليا رفع عدد المخافر من 816 مخفرا حاليا إلى 1100مخفر على طول حدود الهند مع بنغلاديش. والشيء الذي يزعج الهند في الحقيقة هو تسلل المهاجرين غير الشرعيين من بنغلاديش بأعداد كبيرة مستغلين حدودها الطويلة مع بنغلاديش والتي يبلغ طولها 4096 كلم ولم يمكن تسويرها إلا بنسبة 60في المائة حتى الآن بسبب اعتراضات الجانب البنغلاديشي. أما الأمر الآخر الذي يزعج الهند فهو احتماء عناصر الجماعات الهندية الانفصالية المسلحة بأراضي بنغلاديش كلما تعرضت للتضييق في شمال شرق الهند حيث تترعرع جماعات انفصالية كثيرة في ولايات آسام وتريبورا ومانيبور وميزورام. والانفجارات التي وقعت غير مرة في بنغلاديش خلال الشهور الأخيرة قد زادت من مخاوف الهند حول سيطرة بنغلاديش على الوضع الأمني بداخل البلاد وإمكانية قيام دولة «إسلامية» هناك من طراز الطالبان. ومما يزيد من خطورة الوضع من وجهة نظر الهند أن بنغلاديش ترفض قبول الأمر، فهي ترفض وجود الهجرة غير الشرعية رغم أنها حقيقة معاشة في كل أنحاء الهند وخصوصاً في المدن الكبرى حيث قد أنشأ البنغلاديشيون مناطق سكنية خاصة بهم ويقال هنا أن هناك نحو 20مليون مهاجر غير شرعي بنغلاديشي في الهند وقد يكون هذا الرقم مبالغا فيه إلا أن الحقيقة هي أن البنغلاديشيين موجودون في الهند بكثرة وهم يأتون إلى الهند بحثا عن فرص عمل وتقوم الهند بالقبض على معدل عشرة الاف من هؤلاء وتحاول إعادتهم إلى بلادهم إلا أن بنغلاديش ترفض التعاون في هذا وقد أدت محاولات الهند إدخال هؤلاء إلى بلادهم بالقوة إلى مصادمات مسلحة على الحدود بين البلدين. وهناك أيضا مشكلة التهريب الذي يتم على نطاق واسع بين الهند وبنغلاديش بسبب الحدود الطويلة التي لايمكن حراستها بصورة كاملة. ومما يزعج الهند أيضا أن داكا ترفض وجود العناصر الانفصالية الهندية على أراضيها رغم أن الهند قد قدمت قوائم تصف بالتفصيل الأمكنة التي توجد بها قواعد هؤلاء الانفصاليين بداخل بنغلاديش.