التدخل الأمريكي السافر في الدول المختلفة بالتعدي على سيادتها وبالتطاول على ثقافة أهلها جعل كل الشعوب تجمع على كراهية أمريكا بدون استثناء، الذي تضمن كره الشعب الأمريكي للحكم الأمريكي بالثورة على عدوانه، بارسال شباب أمريكا من ذكر وأنثى إلى الموت بدون مبرر، يسود في الأوساط الشعبية على المستوى الدولي قناعة تامة بأن حركة الإرهاب الدولية المعاصرة القائمة حالياً فوق المسرح العالمي، تحمل السمات الأمريكية المخفية وراء حجب محاربة واشنطون للإرهاب الدولي، مما جعل البيت الأبيض يعاني من انفصام الشخصية بممارسة الإرهاب ومحاربته في نفس الوقت، بصورة متزامنة فوق المكان وفي نفس الزمان. يقول الانجليز استناداً إلى تراثهم الفكري إن أمريكا تجسد اليوم بادوارها الدولية المتناقضة شخصية الدكتور جيكل الذي يقدم العون للناس بعلاجهم مجاناً من الأمراض التي يصابون بها وشخصية المستر هايت المجرم الذي يتلذذ بإنزال الأذى بالناس الذي يصل إلى حد القتل ليفرض الرعب في قلوبهم بالعدوان عليهم، فالطبيب الذي يعالج المرضى في النهار هو نفسه السيد الذي يقتل الناس بالليل. يؤكد المثقفون الفرنسيون في مقاهى سان جرمان بالحي اللاتيني في باريس على قيام «الرايخ الرابع» في البيت الأبيض بواشنطون، بدليل المسلك النازي لعسكر أمريكا فوق الأرض تحت شعار استعارته من الفكر النازي فرفعت «أمريكا فوق الجميع» الذي لم تعلنه لتستر عورتها العدوانية النازية، وهتكت ستر نفسها امام العالم بمحاولة فرضت سيادتها عليه كأمر واقع بتدخلها السافر في شؤون غيرها من الدول لتنسج الحياة على الأرض وفقاً للطريقة الأمريكية دون أن تراعي الفروق الثقافية بين الأمم والشعوب، «سنة الله في خلقه» الذين خلقهم اطواراً حتى تعمر الأرض بالإنسان. التدخل الأمريكي السافر في الدول المختلفة بالتعدي على سيادتها وبالتطاول على ثقافة أهلها جعل كل الشعوب تجمع على كراهية أمريكا بدون استثناء، الذي تضمن كره الشعب الأمريكي للحكم الأمريكي بالثورة على عدوانه، بارسال شباب أمريكا من ذكر وأنثى إلى الموت بدون مبرر، وجسد هذا التمرد الشعبي الأمريكي ثورة الأمهات على ارسال ابنائهن وبناتهن إلى القتال وجسده أيضاً ثورة الجامعات «أساتذة وطلبة» على خطى أمريكا غير الحضارية في الدنيا من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب، ومن القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وقامت في داخل أمريكا مؤخراً ثورة ثالثة على الحكم القائم بها، من قبل مواطنيها اليهود الذين اعلنوا حتمية فرض استراتيجية يهودية، تواجه بها التطرف المسيحي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذي يستهدف جعل أمريكا بلداً متسامحاً مع المسيحيين فقط، واعلن الحاخام جيمس رودين أن المواطنة فقدت دلالاتها في داخل الوطن الأمريكي بالتفرقة بين النصارى الذين يشكلون الأغلبية وبين اليهود الذين يشكلون الأقلية، واخراج اليهود من ملتهم تحت مظلة مسيحية يقودها القساوسة الذين اتفقوا على جعل النصرانية الديانة الوحيدة في أمريكا، وقد أزعج ذلك إبراهام فوكسمان رئيس رابطة اليهود في نيويورك لأن 60٪ من الشعب الأمريكي المسيحي يعلنون اليوم سخطهم على اليهود، الذين ضللوا البيت الأبيض في حسابات الحرب ضد العراق من خلال الدهلزة الصهيونية وقد فرض هذا الوضع إلى اجتماع ستة حاخامات عن ست جماعات يهودية في داخل أمريكا لبحث هذه المشكلة القائمة ضدهم واتفقوا على وضع خطة يهودية جديدة تعيد إلى اليهود مكانتهم المميزة في داخل المجتمع الأمريكي، وتمنع بشكل قاطع مهاجمة اليهود في أمريكا بالمستقبل بعد أن تخلصوا من لعنة الشعب الأمريكي عليهم بتحريض من بنجامين فرنكلين الذي شارك في صياغة الدستور الأمريكي قبل وبعد وصول الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطون إلى الحكم. لا يستبعد أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استند إلى تصاعد موجة العداء ضد اليهود في داخل أمريكا، فأخذ يطالب بإخراج إسرائيل من أقليم الشرق الأوسط واقامة الدولة اليهودية «إسرائيل» في أرض بين ألمانيا والنمسا، تكفيراً عن ذنبهما في حرق اليهود بحمامات الدم «الهولوكوست» فلما استنكرت الدول الغربية هذا المطلب الايراني أنكر محمود أحمدي نجاد قيام حركة الابادة الجماعية لليهود على يد النازية ووصفها بالخرافة وقامت الدنيا ولم تقعد، وبادر مجلس الأمن إلى الاعلان بأن القتل الجماعي لليهود في حمامات الدم النازية الهولوكوست حقيقة تاريخية، وتسابقت الدول الغربية لتؤكد بأن هذا العدوان النازي على اليهود يمثل حقيقة تاريخية وكان من ضمن هذه الدول ألمانيا التي اعترفت بقتلها الجماعي لليهود في عصرها النازي «الرايخ الثالث» الذي قام من عام 1933م بوصول ادولف هتلر إلى الحكم بمسمى «مستشار ألمانيا» إلى عام 1945م بهزيمته في الحرب العالمية الثانية. إذا سلمنا جدلاً بأن حمامات الدم الهولوكست حقيقة تاريخية، دون الأخذ في الاعتبار دحضها بكتاب أساطير اليهود للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الذي وصف القتل الجماعي لليهود في الهولوكوست تحت الحكم النازي في ألمانيا بالمبالغة، وكذلك جاء دحضه بالكامل في كتاب الهولوكوست للمؤرخ البريطاني الدكتور ديفيد ايفرنج الذي دلل بالارقام ومنطقها القاطع الذي يثبت عدم وقوع القتل الجماعي لليهود في ألمانيا النازية، توصله إلى أن عدد اليهود في كل أنحاء العالم، في عام 1933م التي اتخذ منها سنة الاساس في دراسته الاحصائية كان 12 مليونا و282 ألفا و563 يهودياً، وتؤكد الارقام الاحصائية في عام 1946م أن عدد اليهود وصل إلى 18 مليونا و746 ألفا و375 نسمة، فلو تمت ابادة 6 ملايين يهودي في حمامات الدم بألمانيا النازية لما وصل عدد اليهود إلى 10 ملايين نسمة في عام 1946م. إذا كانت حمامات الدم لابادة اليهود في ألمانيا النازية تمثل حقيقة تاريخية، فإن حقيقة تاريخية تقابلها تتمثل في ضرب الولاياتالمتحدةالأمريكيةالمدينةاليابانية هيروشيما بالقنبلة الذرية في يوم 6 اغسطس من عام 1945م.. ولما أعلن الكرملين من موسكو أن البيت الأبيض في واشنطون لا يمتلك غيرها من القنابل الذرية، ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكيةالمدينةاليابانية نجازاكي بالقنبلة الذرية الثانية في يوم 9 اغسطس من عام 1945م لتثبت للاتحاد السوفيتي امتلاكها للعديد من القنابل الذرية، والحقيقة التاريخية الثابتة أن اليابان استسلمت في الحرب العالمية الثانية، في بداية شهر يوليو عام 1945م قبل شهر كامل من ضربها لمرتين بالقنبلة الذرية وهذه الحقيقة التاريخية تجرم أمريكا بالعدوان على اليابان، وتدان بالإرهاب الدولي استناداً إلى تعريفه الوارد في اتفاقية فيينا عام 1815م التي تقرر في متنها بأن الإرهاب هو العدوان على الغير. ما دمنا نتكلم عن الحقائق التاريخية في الضمير الإنساني فإن تقرير اليونسيف يؤكد حقيقة تاريخية تثبت موت مليون طفل عراقي بالجوع أو بالمرض أو بالاثنين معاً تحت الحصار الذي فرضته أمريكا على العراق من سنة 1990م إلى سنة 2003م الذي فرضت فيه الموت الجماعي على أهل العراق بغزوها له. حقيقة تاريخية اخرى سماح أمريكا لإسرائيل بالعدوان على الشعب الفلسطيني بمواصلة احتلال ارضه والامتناع عن اقامة الدولة الفلسطينية وممارسة القتل الجماعي للإنسان الفلسطيني مساعدة أمريكا لإسرائيل في عدوانها على الغير يجعلها شريكة لها في جريمة الإرهاب الدولي. الحقيقة التاريخية أن أمريكا تمنع دول الشرق الأوسط من امتلاك السلاح النووي، فالخوف من احتمال امتلاك ايران للسلاح النووي يجنن واشنطون، الذي يقابله الاطمئنان الأمريكي لإسرائيل التي تمتلك بالفعل السلاح النووي والصواريخ التي تنقلها إلى الأهداف وهذا الواقع يجعل أمريكا وإسرائيل شريكين في الإرهاب الدولي النووي الذي يهدد أقليم الشرق الأوسط ويضع العالم كله على كف عفريت.