قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش «الأب» إن المملكة دولة صديقة للولايات المتحدة وإن علاقتها جيدة، ومستمرة في التقدم، مشيراً إلى قدرة المملكة على أداء حهد إيجابي في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم وفي دعم التجارة الدولية. وقال الرئيس بوش في حديث خاص ل «الرياض» خلال زيارته المملكة إن العلاقات السعودية - الأميركية أخذت تعود إلى سابق عهدها «بعد أن تجاوزنا العديد من الصعاب التي خلفتها أحداث سبتمبر». وتحدث بوش عن الإرهاب ومكافحته مثنياً في هذا الإطار على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهود المملكة في القضاء على ظاهرة الإرهاب قائلاً «إن المملكة تعرضت لأذى الإرهابيين وردت عليهم بحزم وقوة». وفيما يلي نص الحديث: ٭ كيف تقيمون العلاقات السعودية - الأمريكية خاصة على ضوء الاجتماع الشهير الذي تم بين الرئيس بوش وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في كروفورد؟ - العلاقات بين بلدينا تمتاز بمتانتها وآمل بأن يكون الجانب السعودي مدركاً لمتانة هذه العلاقات كما يدركها الرئيس بوش، المملكة دولة صديقة ولابد من النظر إليها دائماً كصديقة. أعلم أن هنالك مشاعر معادية للمملكة في الولاياتالمتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبمبر ولكن أقول ليس من العدل في شيء أن نأخذ المملكة بجريرة حفنة من المارقين ولكن أعتقد بأن هذه المشاعر آخذة في التلاشي وأن الناس أخذوا يدركون حقيقة ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين من جهود وأنا أنظر لهذه الجهود بكل تقدير واحترام. ٭ لعلكم سمعتم بدعوة المملكة في فبراير الماضي إلى انشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب. كيف تنظرون لهذه الدعوة وما رأيكم في انشاء مثل هذا المركز؟ - أؤيد قيام مثل هذا المركز وأتطلع إلى قيامه وأن يكون فاعلاً. لقد تحدث الرئيس بوش عن الإرهاب والإرهابيين وأنهم ما يزالون يمارسون نشاطاتهم وأنه يجب أن نحمي أنفسنا منهم. لقد تعرضت المملكة للأذى من هؤلاء الإرهابيين ولكنها ردت عليهم بكل حزم وقوة وأثمن الجهود التي يبذلها البلدان في مكافحة الإرهاب. إن قيام مثل هذا المركز من شأنه أن يجمع بقية الدول غير المتأثرة بالإرهاب ولكنها ربما تتأثر به في يوم ما وكل ما نقوم به من جهود وتعاون في هذا المجال سيكون أثره طيباً. ٭ لقد تم قبول المملكة مؤخراً عضواً في منظمة التجارة العالمية.. كيف ترون تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي لاسيما إذا أخذنا في الحسبان الثقل الاقتصادي للمملكة في العالم؟ - خطوة جيدة وهي بلاشك ستعطي المملكة مكانة في الاقتصاد العالمي، وهي أي المملكة تعد من الدول الأولى اقتصادياً في العالم إذا نظرنا إلى حجم إنتاجها من البترول. المملكة قادرة على لعب دور إيجابي في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم وفي دعم التجارة الدولية. انضمام المملكة للمنظمة خطوة جيدة ولكن آمل ألا يعتقد الناس بأن مشكلات العالم التجارية ستنتهي بانضمام هذه الدولة أو تلك لمنظمة التجارة العالمية. ٭ لقد عملتم كسفير لبلادكم في الأممالمتحدة وفي الآونة الأخيرة ارتفعت الأصوات منادية بإصلاح المنظمة وتوسيع عضوية مجلس الأمن. كيف تنظرون لهذه الدعوة والمطالب؟ - أعتقد بأن توسعة عضوية مجلس الأمن لن تحدث؛ الأمر صعب لأن بعض الأعضاء سيدافعون وبعضهم الآخر سيرفضون ذلك وهنالك اختلاف في المصالح. وهنا أضيف انني عينت مؤخراً من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بالإشراف على المساعدات الدولية لباكستان عقب الزلزال الذي تعرضت له مؤخراً، وحسب ما أعرف بأن المملكة تعد من أكبر الدول المانحة لباكستان وتشاركها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ٭ بالنسبة للوضع في العراق فبالرغم من المآسي إلا أن الانتخابات البرلمانية جرت في وقتها والوضع يبشر بالاستقرار في المستقبل. ما تعليقكم ومتى ترون بأنه بإمكان القوات الأمريكية وقوات التحالف الانسحاب من العراق؟ - ليس في مقدوري الإجابة عن هذا السؤال ولا أعتقد بأن الرئيس بوش يعلم متى ستنسحب القوات، بالنسبة لي أرغب في عودة أبنائنا في أسرع وقت ممكن إلى ديارهم ولكن ليس باستطاعتهم العودة الآن حتى يكملوا مهمتهم. لقد أثرت قضية مهمة بحديثك عن الانتخابات التي أراها خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تعزيز الديمقراطية في العراق وأعتقد أن هنالك تقدماً في العراق من خلال تدريب قوات الأمن العراقية، وهي خطوة ايجابية اخرى تضاف إلى رصيد الانجازات التي تحققت في العراق ولكن لا اعتقد أنه بالامكان وضع جدول زمني للانسحاب. هنالك مطالبة من بعض أعضاء الكونغرس بسحب القوات خلال ستة أشهر إلا أن هذا يعني اعطاء فرصة للأشرار للقيام بأعمال عنف في البلاد عقب انسحاب القوات. ٭ ذكرتم في معرض حديثكم عن وجود بعض الأصوات معادية للمملكة في واشنطن، فما رأيكم وكيف بالإمكان إعادة العلاقات إلى سابق وضعها؟ - أعتقد أن العلاقات بين بلدينا أخذت في العودة إلى سابق وضعها. أنا متفائل بعودة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق وآمل أن يكون ذلك الشعور نفسه من جانب المملكة. لقد تمكنا من تجاوز العديد من الصعاب التي خلفتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأثمن لخادم الحرمين الشريفين وحكومته جهودهم من أجل القضاء على الإرهاب في المملكة، وبالنسبة للعلاقات فإني أرى أنها في حالة طيبة كما أن هنالك كما ذكرت خمسة آلاف طالب سعودي يستعدون لمواصلة تعليمهم في أميركا، وسوف يلقون منا كل ترحاب وحُسن معاملة. ٭ لقد بقي على الانتخابات الرئاسية في أمريكا عامان هل ننتظر أحداً آخر من عائلة بوش في البيت الأبيض؟ - لا .. لا أعتقد ذلك (جيف) حاكم قوي في فلوريدا وهو شخصية قوية وصاحب إرادة وتصميم وهو يؤدي دوره كحاكم بكل كفاءة وقد وقف إلى جانب سكان ولاية فلوريدا في محنتهم وفي الأعاصير التي تضرب ولايتهم ولكني لا أعتقد بأن لديه الرغبة في خوض الانتخابات الرئاسية. لقطات ٭ جرى الحوار في قصر الضيافة بالناصرية مقر إقامة الضيف. ٭ حدد اللقاء بثلاث دقائق، واستمر 14 دقيقة. ٭ الرئيس بوش الأب رحب بالزميل طلعت وفا، ويعد هذا اللقاء الثالث.. وقال بوش للزميل طلعت «مازحاً» يبدو أن اللقاء الأول كان في واشنطن وعمرك 14 عاماً.