قرر «رجل الأعمال» ترشيح نفسه في انتخابات المجلس البلدي. منذ شهرين و «عزومات الغداء والعشاء» تدار في استراحته .. وفي بيته. الاتصالات بينه وبين أفراد الحمولة «شغالة» يسألهم عن الحال والأحوال .. أعاد الوصل بينه وبين كبارهم وصغارهم من شرق البلد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .. وهو الذي لا يرفع السماعة عادة إلا فيما ندر. الآن وضع لعملية الاتصالات هذه موظفاً خاصا بها، يتصل عليهم كل يوم ويسأل عمن حصل على بطاقة ناخب، ومن لم يحصل، ويهيب بالجميع أن يذهبوا ويسجلوا أسماءهم لينتخبوا «الشيخ» دون غيره ! صارت الإعانات تخرج منه، إلى المحتاجين من أبناء الحمولة، بسهولة ويسر .. بعد أن كانت لا تخرج من جيبه إلا بالقطارة وعلى مضض .. وغالباً ما يطنشها ويتملص منها ! قدم لهم الوعود الكثيرة في حال انتخبوه .. وشملت وعوده توظيف أبنائهم وبناتهم .. ونقل أبنائهم للمدارس التي يريدونها .. والحصول على التخصصات التي يختارونها، و .. و .. ولم يسمعوه يوماً يقول عما سيفعله لهذا البلد في حال انتخابه ! عند لائحة «مكافآت» لكل من يأتيه بأصوات إضافية، كل عدد أصوات لها «سعر معين» .. والحق يقال أن لائحته كريمة جداً فهي تعطي (...) لكل من يجلب له ألف صوت .. وعليكم الحساب ! لا يهمه كيف ستأتي هذه الأصوات الإضافية .. فتوجيهاته إلى إخوانه وأقربائه تتضمن أن على كل موظف أن يجر زملاءه الموظفين للتصويت لابن الحمولة .. وعلى معيدي الجامعات ومدرسيها أن يأتوا بطلابهم إلى مراكز الانتخابات للتصويت له دون سواه ! حتى نساء العائلة لم يسلمن من ضغوطاته ومطامعه .. وتوجيهاته لهن تتضمن أن على كل امرأة أن تجبر زوجها وعشيرته للتصويت له .. كما على كل «كنة» أن تجبر أهلها وعشيرتها على ذلك .. وإلا أسمع زوجها اسطوانة لن تعجبه بالتأكيد ! لا يهمه ما يسببه كل ذلك من ضيق وإحراج وانقسام بين العائلة وقطيعة رحم ! ترى .. * هل ما يفعله هذا «المرشح» صحيح أم خطأ ؟ .. وهل هو مشروع أم لا ؟ * وماذا لو ترشح في الحمولة الواحدة أكثر من واحد ؟ ماذا سيحدث للمجتمع ؟ * أما من جهة تعلم هذا «التاجر» وتثقفه، وأمثاله، بأصول الحملات الانتخابية «النظيفة» بعيداً عن تأثير ثقافة المسلسلات والأفلام العربية التي رسخت في أذهاننا أساليب المعارك الانتخابية الملتوية . ** تعليق صغير: عقب أحد المواطنين على اقتراحي السابق حول جعل الانتخابات إجبارية لترغيب المواطنين على الإقبال عليها في أول سنة فقط .. قال الأخ : (إن هذا معقول ومعمول به في بعض الدول .. والإجبار الذي نقصده - هو طرحته في مقالتك - يكون بإعطاء مميزات خاصة بالمواطن الناخب خلال فترة الانتخابات فقط .. فمثلاً من الممكن أن نعطي الناخب - الذي ثبت قيامه بالتصويت فعلا - خصماً خاصاً في التذاكر والمواصلات الداخلية، أو في بعض المطاعم، أو نعطيه تسهيلات خاصة في المعاملات الحكومية، وأولوية في القروض وغيرها). نأمل من المسؤولين التفكير جدياً في هذا الطرح، خاصة بعد النتائج المؤسفة للاستفتاء الذي طرحته «الرياض» الإلكترونية - يوم الأربعاء الماضي - حول المشاركة في انتخابات البلدية (التي بدأت المرحلة الأولى في العاشر من شهر شوال بتقييد الناخبين أسماءهم) .. أذكّركم .. ساهم في الاستفتاء 13155 مواطناً وأظهرت النتيجة أن: 72 منهم أبدوا عدم اهتمامهم بالانتخابات والتسجيل! .. و 15 لم يسجلوا .. بينما 12,4 فقط قيدوا أسماءهم!!