أبدى المواطنون في الدلم تخوفهم من الوضع السيئ الذي آل إليه مشروع المياه في الدلم بعد أن ثبت بما لا يدعو للشك تلوث المياه ببكتريا القولون نتيجة التحاليل التي قامت بها الجهات المعنية بالمياه بعد أن تم أخذ العينات من مشروع المياه الذي يغذي عدداً من الأحياء والمساكن في المنطقة وهذا التلوث الذي طال مشروع المياه لم يكن وليد اليوم بل المعاناة ترجع إلى أكثر من ثلاث سنوات. من جانبه تابع مدير التربية والتعليم بمحافظة الخرج الأستاذ بخيت الزهراني المشكلة وخطورتها على الطلاب الذين يتعرضون يومياً لاستخدام هذه المياه الملوثة. حيث قام بالاتصال بالمسؤولين الذين أبدوا تجاوباً مع هذه المشكلة التي باتت مزعجة لكل مواطن. والتقينا د. سامر محمد خير طعمة أخصائي بالصحة العامة في منظمة مجموعة الصحة العالمية الذي أكد أنه إذا ثبت وجود مجموعة الجراثيم القولونية فهذا مؤشر على تلوث المياه بالبراز الآدمي ويعتبر دليلاً قاطعاً على التلوث البرازي للماء.. وأضاف أن الفضلات السائلة وخاصة المواد البرازية هي أكثر خطورة على الصحة العامة لأنها ملوثة بافرازات الإنسان التي قد تحتوي على الكثير من العوامل المسببة للأمراض ومن هذه العوامل: القولونيات والتي يعتبر وجودها في المياه دليلاً على تلوثها بالمواد البرازية وكذلك الجراثيم والفيروسات والطفيليات. وقال د. سامر لحماية الماء من التلوث يجب توزيع المياه بواسطة شبكة خالية من العيوب ويتوفر فيها ضغط إيجابي باستمرار، أيضاً حقن الماء بكمية كافية من الكلور مع استمرارية الرقابة على المياه وأخذ العينات وفحصها للتأكد من عدم حصول التلوث وتتم هذه الرقابة بواسطة شخص مؤهل علمياً ومدرب. وبعد أن اتضحت الأضرار الناتحة عن استخدام المياه الملوثة والتي تلقي بظلالها على صحة المواطنين يبقى دور وزارة المياه والكهرباء حيث يخشى أهالي الدلم من هذه المياه الملوثة التي تعرض صحتهم للخطر وصحة أبنائهم وبناتهم الذين تجاوز عددهم أكثر من (8000) طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في أكثر من (70) مدرسة ومعهداً وكلية للبنين والبنات ويستخدمون هذه المياه الملوثة، فالقضية تحتاج إلى تدخل عاجل من وزارة المياه والكهرباء التي يعنيها الأمر بالدرجة الأولى خاصة وأن المشكلة ليست وحدها في شبكة المياه التي تصل إلى المنازل بل أيضاً عن طريق (وايتات) التوزيع للمنازل التي لم تصلها الشبكة بعد، حيث إن مصدرها الوحيد آبار قد تكون معرضة للتلوث فهل لدى فرع المياه بمحافظة الخرج شهادات صحية تثبت سلامة هذه الآبار وخلوها تماماً من البكتريا والجراثيم، كما ناشدوا المسؤولين في وزارة الصحة القيام بإجراء مسح صحي على عينة من طلاب وطالبات المدارس للتأكد من سلامتهم من أي تلوث بكتيري أو جرثومي قد يدهور صحتهم.