تعوّد الشاعر عماد غزالي حصد الجوائز المصرية والعربية، حيث فاز من قبل بجائزة سعاد الصباح عن ديوانه «مكتوب على باب القصيدة» في عام 1990، وجائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه «فضاءات أخرى للطائر الضليل» في عام 2000. وأخيراً؛ منذ أيام قليلة؛ فاز عماد غزالي بجائزة «أفضل ديوان شعري» من اتحاد الكتّاب المصريين عن ديوانه «ظلٌّ ليس لك» الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة (سلسلة: أصوات أدبية) منذ بضعة شهور. في حديثه ل«ثقافة اليوم» يقول الشاعر عماد غزالي عن فوزه بالجائزة: أعتز كثيراً بجائزة اتّحاد الكتّاب هذا العام عن ديواني الرابع «ظلٌّ ليس لك»، ورغم حصولي على جوائز عديدة من قبل؛ محلية وعربية؛ فإن جائزة اتحاد الكتّاب تمثل قيمة خاصة بالنسبة لي. فهي أولاً عن ديواني الأخير، وهذا يعني أنني أتقدم بشكل صحيح، وأن التأني الذي أفرضه على نفسي في إصدار أعمالي والتوقف الطويل أمامها قبل أن تخرج للقارئ ليس مسألة تردد فارغة من المعنى، لكنه حرص شديد على أن يكون الديوان الجديد مرحلة فنية؛ في إطار إنتاجي؛ تقدم ملامح جديدة مضافة للتجربة، سعياً إلى ترسيخ صوتي الشعري بين مبدعي جيلي بين شعراء مصر عموماً. وثانياً؛ فهذه الجائزة تأتي من اتحاد الكتّاب، وهو مؤسسة أهلية تشهد هذه الأيام حراكاً جديداً وجهداً ملموساً لتغيير واقع الاتحاد ودفعه للوجود في بؤرة المشهد الثقافي المصري والعربي، وذلك من خلال التواصل بين المثقفين العرب، والحرص على طرح القضايا المصيرية التي تواجه ثقافتنا وحضارتنا، ومناقشتها بشجاعة، وإعلاء صوت الكاتب والمثقف العربي الذي بات يواجه مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر. ويقول عماد غزالي مستطرداً: أَنْ يمنحني أساتذتي وأصدقائي من الشعراء والنقّاد هذه الجائزة؛ ومنهم الرواد الذين تتلمذتُ على إبداعهم.. والكتّاب ذوو الحضور الثقافي والنقدي البارز؛ فذلك يعني اعترافاً بخصوصية التجربة، والتفاتاً لإبداع جيلي (الثمانينيات والتسعينيات).. ذلك الجيل الذي عانى إهمالاً طويلاً، وما زال الواقع الأدبي يعامل أفراده على أنهم أدباء شبان جدد، ومنهم من شارف الأربعين، ومن تجاوزها! فليسمح لي أصدقائي من الشعراء أن أهديهم هذه الجائزة، وأن أعتبرها تكريماً لإبداع جيلي عموماً. يشار إلى أن الشاعر عماد غزالي من مواليد القاهرة في عام 1962، وقد حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس في عام 1985، ثم على دبلوم الدراسات العليا من الكلية نفسها في عام 1989، ثم دبلوم الدراسات المسرحية من كلية الآداب بجامعة عين شمس في عام 1992، وعمل مهندساً بمصنع 18 الحربي، ثم بشركة القاهرة للأدوية، كما عمل مديراً لمكتب مؤسسة البابطين للإبداع الشعري بالقاهرة لمدة أربع سنوات، وباحثاً بمعجم شعراء العربية للقرنين التاسع عشر والعشرين الذي تصدره مؤسسة البابطين، ومحرراً ومراجعاً للمادة الشعرية بالمعجم. وقد نشرت قصائد غزالي في أغلبية الدوريات المصرية والعربية، وأسهم مع آخرين في تأسيس مجلة «إيقاعات» غير الدورية في تسعينيات القرن الماضي، ومن دواوينه: «أغنية أولى»، «مكتوب على باب القصيدة»، «فضاءات أخرى للطائر الضليل»، وله كتاب نقدي بعنوان «المختار من شعر فتحي سعيد» صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في عام 2003، وله قيد النشر ديوانان هما «صيد فاسد»، و«لا تجرح الأبيض»، ورواية مترجمة عن الإنجليزية بعنوان «مشهد شاحب للتلال».