في ظل ما يموج به العالم من تحولات بنيوية: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، يواجه العالم الإسلامي تحديات داخلية وخارجية، تدفعه الى مواجهة اسئلة جوهرية تتعلق بكيفية التعاطي مع تداعياتها، وتبني خيارات، تسمح له بتجاوز مشكلاته، والعبور للمستقبل دون المساس بثوابته ومقدساته .. وفي هذا السياق حظيت المسألة السياسية لأهميتها واهمية ما يرتبط بها من قضايا، بنصيب كبير من الجدل والحوار، شمل المفاهيم والاسس والمنطلقات والمقومات والمقاصد المتعلقة بها. وضمن هذا النقاش يحتل موضوع الديمقراطية، مفهوماً وآلية ومنظومة، حيزاً كبيراً في داخل العالم الإسلامي، وفي خارجه، وكأنها وصفة سحرية اذا ما اتبعت إرشاداتها تخلص عالم الإسلام من مشكلاته وتخلص العالم من تبعات هذه المشكلات. لم يكن هذا الموضوع ليثير كل هذا النقاش في العالمين العربي والإسلامي، لو لم تكن الامة ترتكز على خلفية عريقة، وعقيدة مقدسة، وتجربة غنية، وطموح سام بأن تكون، كما كانت، امة عزيزة فاعلة ومتفاعلة، تأخذ وتعطي، في ظل هذا النقاش القلق لاتزال بعض الاسئلة المتعلقة بالمسألة السياسية بحاجة الى مزيد من النقاش العلمي، لاسيما حول الإسلام والدولة الحديثة، والإسلام والشورى، والشورى والديمقراطية ومدى توافقهما او تنافيهما وامكانية التأسيس لمنظومة معرفية أصيلة، تقوم على مبادئ انسانية، ومعرفة اسلامية لمعالجة المسألة السياسية وحول موافقة ما يجري من تجارب إصلاحية في كثير من الدول العربية والإسلامية، مع معايير الشورى والديمقراطية. وتأتي هذه الندوة العلمية التي تعقد بالتعاون بين كل من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومركز دراسة الإسلام والديمقراطية بواشنطن دي. سي في الولاياتالمتحدةالامريكية، لمناقشة هذه الاسئلة الجوهرية، وتعميق الحوار حولها، بما يسهم في ايضاح المفاهيم وتقويم الواقع، والنظر الى المستقبل. وستبحث الندوة في هذا الصدد اربعة محاور اساسية وهي: الشورى والديمقراطية، ويتناول الاسس المعرفية للنظم السياسية الإسلامية، ومفاهيم الشورى والديمقراطية، واشكالية العلاقة بينهما مفهوماً وتاريخاً، ودورهما في عالم اليوم، والإسلام والحكم الرشيد ويتناول الدولة الحديثة، والحريات السياسية في الإسلام، ومفهوم الحكم الرشيد او الصلح، وما يتميز به من انواع الحكم الاخرى، وموقعه في الحكم الشوروي والديمقراطي، والإصلاح والتحول الديمقراطي في الوطن العربي، ويتناول الابعاد النظرية للتحول الديمقراطي، والسياق الدولي لدعوات الإصلاح في الوطن العربي، ودور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيقه، والتجربة السعودية في الإصلاح السياسي، ويتناول تقويم الخطوات الإصلاحية التي بدأتها المملكة، وتجربتها مع نظام الشورى، وانتخاب المجالس البلدية.