حصل الزميل المهندس حمد اللحيدان مؤخرا على درجة الماجستير في العمارة وكانت الرسالة بعنوان « الوعي المعرفي لدى المعماريين حول أنظمة المنازل الذكية».. ملخص الرسالة: يعد المسكن أحد أهم الاحتياجات الإنسانية على مر العصور. وتشكل المسكن بتنوع طرق المعيشة والتطورات التقنية التي ظهرت عبر العصور . وتطورت أنظمة وتقنيات البناء تطوراً كبيراً بعد استخدام مواد البناء الحديثة كالأسمنت والألمنيوم والبلاستيك وغيرها وأصبحت المدن مزدحمة بالمباني المختلفة الوظائف والهيئات والارتفاعات كما ساهم تطور الأنظمة الهندسية والخدمات مثل أنظمة الكهرباء والهاتف وشبكات المياه في تغير شكل المباني والمدن على حدٍ سواء . وشهدت الحقبة الأخيرة من القرن العشرين ثورة في تقنيات الحاسوب وأنظمة المعلومات والاتصالات أثرت في الأنشطة الحياتية للإنسان وارتبط العديد من نشاط الإنسان اليومي بهذه التقنيات الإلكترونية بصورة أو بأخرى ظهرت تأثيرها على تصميم المسكن وظهر جيل من المساكن يستخدم هذه التقنيات لتنظيم العلاقة بين الأنظمة المختلفة المستخدمة في المسكن يتحكم فيها عقل مركزي (جهاز الحاسوب). وتعد المملكة العربية السعودية أكبر سوق للتقنيات في الشرق الأوسط مما أدى إلى أن تدخل تقنيات الحاسوب في مجالات كثيرة من ضمنها استخدامها في المسكن. إلا أنه من الملاحظ أن التقنيات المستخدمة في المسكن الذكي لم تلامس مساكننا بشكل يعيد تشكيل الفراغات ويتكامل مع جميع أجزائها. ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى عدم إلمام المعماري بتلك التقنيات والتعامل معها وتطبيقها في تصميم المباني بشكل جاد. وقد يكون من أسباب ذلك نقص في المعرفة أو عدم اهتمام بهذا المجال أو عدم شيوعه وربما لأن مناهج التعليم المعماري متأخرة عن ادخال مثل هذه التقنيات التي صارت معلومة عامة وشائعة في كثير من كليات العمارة الأخرى . وقد شكل ذلك المشكلة البحثية والتي حددت هدف البحث ليكون أساسه التعرف على الخلفية المعرفية والخبرة العلمية لدى المعماريين عن المنزل الذكي. وكنتيجة لذلك نجد أن أهدافاً فرعية تصب في صلب هذا الموضوع هي: تحديد دور كليات العمارة وتأسيس الوعي المعرفي لمفهوم المنزل الذكي ومن جهة أخرى التعرف على رؤية (وجهة نظر) المعماري حول مستقبل المنزل الذكي في المملكة والصعوبات التي تواجه تطبيق مثل هذه التقنيات. وشكلت هذه الأهداف فرضيات البحث الثلاث وهي: أولا: أن كليات العمارة لاتقوم بدور فعال في تأسيس الوعي المعرفي لمفهوم المنزل الذكي. ثانيا: نقص الخبرة والخلفية المعرفية لدى المعماريين عن المنزل الذكي والممارسين للمهنة في المملكة . ثالثا: رؤى المعماريين يمكن أن تسهم بشكل فعال في رسم السياسة الملائمة لتأهيل الكوادر المعمارية علمياً ومهنياً في مجال العمارة الذكية. واتبعت المنهجية التالية : وهي على المستوى الأول استقراء التطور التاريخي للتقنيات المنزلية خلال القرن الماضي وعلى المستوى الثاني مناقشة التعريفات المختلفة لمفهوم المبنى الذكي والأبحاث التي أجريت في هذا المجال والمستوى الثالث دور كليات العمارة في تأسيس الوعي المعرفي لمفهوم المنزل الذكي لدى المعماريين وهل البرامج الدراسية في كليات العمارة بالمملكة تغطي المعلومات الكافية حول المباني الذكية وعلى المستوى الرابع دراسة ميدانية لقياس مستوى الوعي المعرفي لدى المعماريين والممارسين وطبقت استبانة صممت لهذا الغرض. وقد خلص البحث إلى أنه وبالرغم من وجود نقص في الخبرة لدى المعماريين بشكل عام عن مفهوم المنزل الذكي إلا أن هناك نسبة مقبولة تستوعب المفهوم الصحيح لفكرة المنزل الذكي. وأشارت النتائج إلى أن الكتب والمجلات المتخصصة هي أهم مصادر المعرفة والخبرة عن المنزل الذكي. وكان للنقص الشديد في مصادر المعلومات عن الأنظمة الذكية تأثيراً سلبياً على تأهيل المعماري. ومن جهة أخرى أوضحت نتائج البحث أنه ليس لكليات العمارة في المملكة أي دور ملموس في تزويد طالب العمارة بالمعرفة العلمية عن المنزل الذكي من خلال البرامج الدراسية ، وأظهرت نتائج الإستبانة أن كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود هي أكثر كليات العمارة اهتماماً بتضمين العلوم المساندة للأنظمة الذكية وتأتي بعدها جامعتي الملك عبد العزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة الثانية. كما أشارت النتائج كذلك إلى أن معظم المعماريين يتوقعون انتشار وقبول السكان لفكرة المنزل الذكي في المملكة بالرغم من الصعوبات ، والتي من أهمها عدم توفر الخبرة في هذا المجال ونقص المعلومات . ويرى المعماريون أن أنسب الطرق لتأهيل المعماري في مجال تقنية الأنظمة الذكية هو إضافة المقررات المتخصصة في هذا المجال في مرحلة البكالوريوس مع توفير مصادر المعلومات الخاصة بذلك. ولهذا أوصي البحث بالاهتمام بتأهيل المعماري الممارس وطالب العمارة بعقد دورات متخصصة وعقد الندوات والمؤتمرات ودعوة المتخصصين ونشر الوعي الإعلامي وبالإضافة إلى تطوير البرامج الدراسية لكليات العمارة لتغطي هذا الجانب وربط الدراسة النظرية بالممارسة العملية وعمل التجارب الميدانية لمشروعات حقيقية للمنزل الذكي بالإضافة قيام الجهات المهنية المسئولة عن مهنة العمارة والبناء لتضمين اشتراطات البناء بعض البنود لتتلاءم مع فكرة المباني الذكية.