استؤنفت مساء أمس الثلاثاء جلسات اللقاء الوطني الخامس للحوار الفكري فأقيمت الجلسة الرابعة عند الساعة السادسة مساء حيث ناقشت المحور الثالث الذي يحمل عنوان «دور مؤسسات المجتمع في بناء العلاقة مع الآخر» وقد تناول هذا المحور مسؤوليات مؤسسات المجتمع في بناء العلاقة مع الآخر في المجالات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسياحية المختلفة واقتراح الأساليب والوسائل العملية التي تسهم في التواصل الإيجابي مع الآخر. وقد ترأس الجلسة الرابعة معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم وعضو اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي قال في كلمة مقتضبة بأن هناك من يحملنا مسؤوليات يجب ان لا نتنصل منها مشيراً ان لدينا أكبر مخزون بترولي في العالم ونمثل أكبر منتج. وأضاف معاليه بأن العالم كله يمر بتغيير ونحن جزء من هذا العالم وقال ان كانت الخلافات في التقاليد فمرجعها للقبائل وان كانت في الفقه فمرجعها لأهل العلم في بلادنا. بعد ذلك بدأت المداخلات التي بدأها الأستاذ عبدالله كرير الذي تحدث عن رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية من خلال وقوفه عند مفردة تأمل وثقافات.. وفي مداخلة للأستاذة منى الشافعي أوضحت بأن رؤية الآخر لنا تشكلت عبر دراسات وأبحاث قام بها الغرب بدراسة اللغات الشرقية حيث زحف إلى الشرق العديد من العلماء وقالت اليوم وبعد ان أصبح العالم قرية كونية أصبح الشرق يتأثر بالغرب والغرب يتأثر بالشرق. وفي مداخلة للأستاذ عصام ناهض الشريف ذكر ان المتأمل بما يطرح بوسائل الإعلام يجد ان الكثير من المطالب تنصب على المسلمين وأشار إلى ان الكثير يمارس اليوم أسلوب المحاكمة لكثير من القيم والثوابت الإسلامية حيث ان المسلمين يمرون اليوم بحالات الضعف (فلسطين، والعراق). وتطرق الأستاذ عبدالرحمن العثمان في مداخلته حول دور مؤسسات المجتمع فأكد على ان هذه المؤسسات تتحمل دوراً كبيراً وحيوياً مشيراً إلى ان من مؤسسات المجتمع الإعلام والمدرسة والأسرة والنوادي الأدبية والرياضية كلها لها دور كبير في بناء العلاقة مع الآخر وقال نحن أيضاً بحاجة إلى رؤية الآخر وتحدث من دور المسجد الهام في بناء علاقتنا مع الآخرين من منظور ديني. وقال الشيخ عبدالعزيز بن حميد في مداخلة ان الملاحظ من المداخلات التي سبقتني ان هناك بعدا للداخل واذا كانت هناك أمثلة تنطبق على ذلك فان هذا لا يمثل الا نفسه.. وتساءل هل انصفنا الآخر في عقيدتنا وفي نظرته الينا وفي تعامله معنا مؤكدا لابد من محاورة الآخر وجها لوجه. وفي مداخلة للشيخ د. عوض القرني اكد فيها أن الآخر ليس نمطا واحدا بل هو مجموعات نخبوية واكاديمية تتعامل معنا بموضوعية.. وهناك تيارات متأدلجة وطوائف عرقية ودينية لا تقبل بنا وتنظر الينا اننا متخلفون واننا سوق استهلاكية مؤكدا بأن هناك شعوباً يسيرها الاعلام. الأستاذ حسين شبكشي تساءل في مداخلته قائلا: كيف ينظر الآخر لنا؟ وذكر ان 85٪ يعتنقون العقيدة الأشعرية ونحن نكفرهم.. وشدد على أن الخطاب الديني قد أغفل محاربة البدع الاجتماعية التي تفرق. الأستاذة عذوق الشهيل أكدت في مداخلتها أنه يجب أن لا ننسى ابدا ان الآخر له صورة مزدوجة عند تعامله معنا لذا علينا اصلاح هذا الخلل واصلاح صورتنا واضافت تقترح ادخال مقررات مدرسية لنعطي صورة عن تاريخ وواقع الآخر لنعرف كيف نتعامل معه. الشيخ موسى عبدالعزيز الموسى يرى في مداخلته بان الرؤية للآخر بالصورة التي نرسمها نحن لابد وان يعلم الآخر بان الرسول صلى الله عليه وسلم له رؤى لغير الآخر ويجب ان تعرف بأن الأمم لها جغرافيتها فالغرب ينظر الينا بأننا من المتخلفين وذلك ابان الثورة الفرنسية وينبغي أن نوضح للآخر هذه الآليات والنظم الاجتماعية مشيرا إلى ضرورة توحيد الثوابت والحقائق والجماعة وأرى بأن الكثير من الاخوان قد اسهبوا في هذا الطرح بفارق الحضارتين الغربيةوالشرقية وهذه الحالة كانت تحريشا بين الغرب والشرق. في حين قالت الأستاذ ديمة محمد علي اخوان بان هذه المشكلة المطروحة هي مشكلة نعاني منها وبالذات مشكلات التعليم وبعضنا الآخر يرى بأن هذه الصورة تقابل بالخطأ حين نتعامل معها واضافت يجب أن تفعل السفارات السعودية بنقل الصورة الثقافية للبلد الذي تمثله ومنها ثقافتنا السعودية بجميع توجهاتها. ويقول الدكتور صالح بن حسين العابد بمداخلته بان الآخر لم يهتم بنا وينظرون الى الاسلام نظرة قاصرة وحينما نتطرق للاحصاءات في امريكا فاننا نجد بأن 67٪ ليس لهم موقف معين من الاسلام و2٪ موقفهم ايجابي تجاه الاسلام. ويرى الاستاذ حمد القاضي ان من أهم محاور اللقاء المنطلق الأول رؤية بعضنا للكتاب والسنة وهناك بعض الفئات التي أساءت للوطن الغالي وللاسلام واضاف القاضي بأن هذه الرؤية الخاطئة بالنسبة للآخر لو أننا رجعنا الى الكتاب والسنة وفهمنا مداركها لرأينا بأن النظرة للاسلام ستكون غير التي نراها الآن ذلك أن الاسلام قد دعا إلى الحوار بدليل قول الله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا..} الآية وبها يمكن أن نتعايش مع الآخر. هذه هي الرؤية الحضارية للاسلام لو استطعنا نقلها للآخر لأمكننا تجاوز هذه الأزمة.