يحتاج منتخبنا الوطني لكرة القدم للكثير من الهدوء والعقلانية عند مناقشة أوضاعه في دورة كأس الخليج العربي السابعة عشرة التي تدور أحداثها في قطر ويخوض غداً مباراة هامة وحاسمة أمام منتخب البحرين الشقيق ستحدد موقفهما من التأهل للدور الثاني وخطف البطاقة الثانية إذ ستكون البطاقة الأولى من نصيب الأوفر حظاً وهو المنتخب الكويتي الذي سيواجه اليمن في نفس توقيت لقاء السعودية والبحرين. (خليجي 17) تميزت من الناحية الفنية وارتفاع مستوى الإثارة عن غيرها من الدورات لأسباب مختلفة أرجح أن يكون لنظام المسابقة الجديد المشابه لبطولات الكؤوس الدافع الأكبر وراءها اضافة إلى اختلاف طموح أكثر من منتخب خليجي مثل البحرين وعمان وقطر التي باتت تبحث عن إحراز اللقب ووجود مواهب متميزة والتغطية الإعلامية والحضور الجماهيري وعودة منتخب العراق وإن كان لنظام البطولة الجديد سلبيات يبرز منها خروج فرق بعد أداء ثلاثة مباريات فقط وحرمان المتابع الرياضي من مواجهات مثيرة محتملة كلقاء السعودية مع العراق أو الإمارات أو قطر، ومواجهة الكويت للعراق وغيرها، مما سببه نظام المجموعتين. أعود للمنتخب الوطني السعودي فأتساءل عن المستفيد من توجيه انتقادات لاذعة للجهاز الفني والإداري واللاعبين بعد خسارة مباراة الكويت في افتتاح مبارياتها بالمجموعة الثانية تمنى معه البعض لو كان المدرب الوطني ناصر الجوهر هو المسؤول الفني عن الفريق؟! وكأن كأس الخليج (هدف) رئيسي يجب أن يتحقق، متجاهلين استحقاقات هامة الإعداد لها يبدأ من أرض الدوحة. ثم لماذا نشرح الأرجنتيني (كالديرون) في أول مباراة رسمية له وهو الذي لم يتعرف بعد على امكانات اللاعبين لدرجة انتقد في إخراجه لخميس العويران، رغم أن الأخير استنفد لياقته تماماً أمام الكويت، وأنا هنا لا أدعو لتجاهل نقد أداء المنتخب، لكن المطلوب النقد الهادف البنّاء الذي يبني ولا يهدم، فالخسارة ليست نهاية المطاف، واللاعبون الذين اخطأوا مثل حارس المرمى محمد الدعيع رغم فداحة خطئه والمدافع رضا تكر ومحمد نور لا بد أن نشدّ من أزرهم وأن لا نحملهم ما لا يطيقون حتى الجهاز الإداري الكفؤ بقيادة فهد المصيبيح لم ينج من تبعات الهزيمة مع زميله عبدالله الجربوع جراء ابتسامة!! (كالديرون) كان متقدماً بهدف وخروجه مهزوماً بهدفين من الكويتي محمد إبراهيم يؤكد أن الأخير تفوق عليه وأن خللاً فنياً في المنتخب السعودي سواء في التنظيم الدفاعي أو الانسجام المفقود بين عناصره وحارس المرمى أو حتى في ضعف تعاون لاعبي الوسط مع المهاجمين وكل هذه أمور يجب ألا نغفلها بمجرد فوزنا على المنتخب اليمني. نحن نبحث عن أداء منظم ومنهجية واضحة والحفاظ على شخصية المنتخب السعودي القوي مع تأييدنا الكامل لمحاولات صناعة اللاعب البديل التي يحتاجها أي فريق كبير إذ ليس من المعقول أن يخرج لاعب لسبب ما فتنقلب المباراة رأساً على عقب؟! تعادل (البحرين) مع الكويت فاشتعلت مباراة منتخبنا معه غداً لتكون مرشحة لنزال من الوزن الثقيل يتماشى مع روعة الأجواء التنافسية في (خليجي 17)