تنتشر هذه الايام العديد من حالات الاصابة ب «الرشح» أو التهابات الجهاز التنفسي نتيجة للتغيرات في درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء، وللاسف الشديد هناك اقبال على تناول المضادات الحيوية سواء صرفت من الطبيب أو اخذت بالخبرة من قبل المريض!! وللاسف فإن هناك مشكلات صحية قد تنتج من الاستخدام الجائر للمضادات الحيوية وخاصة عند الاطفال حيث تشير الابحاث الجديدة في هذا المجال ان استخدام الأطفال للمضادات الحيوية يزيد احتماليات الاصابة بسرطان الغدد الليمفاوية non-Hodg kinصs lymphonma (NHL). هذه النتيجة كانت احدى نتائج دراسة لأكثر من 3000 آلاف طفل كانت هناك نتائج مزعجة حيث ارتباط مشكلة الغدد الليمفاوية بعدد استخدام الطفل للمضاد الحيوي وأن المشكلة الصحية للطفل تزداد عند استخدام المضادات الحيوية أكثر من 10 مرات خلال مرحلة الطفولة. عموماً أنا هنا لست ضد استخدام المضادات الحيوية لأن لها بعض الفوائد ولكن المحصلة النهائية وجد أن مضارها أكثر من منافعها وخاصة وأنها تستخدم بطريقة غير جيدة لذلك فإنه يجب على الأطباء وقبل ذلك اولى الأمر التأكد قبل استخدام المضادات الحيوية للاطفال لأنها قد تؤدي إلى مشكلات صحية عند الكبر. والحقيقة ان العديد من الالتهابات ونزلات البرد قد لا تحتاج إلى مضادات حيوية لانها قد لا تكون ناتجة عن هذه الالتهابات من عدة جوانب منها: 1 - عدم النوم الكافي خلال اليوم. 2 - عدم تحمل الجسم لمقاومة الضغوط النفسية. 3 - سوء تغذية وزيادة السكريات. ان استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات أو الرشح أو الانفلونزا قد يعطي نتيجة ولكن الصحة بشكل عام قد تتحسن بدونها. وانه واضح ومعلوم ان هناك بكل تأكيد حالات تحتاج إلى المضادات الحيوية ويمكن الاستفادة منها، ولكن في الصورة العامة وبشكل واضح ان هناك مبالغة وزيادة في وصف المضادات وخاصة عند الأطفال لذلك فانه يجب على الطبيب ملاحظة أهمية الغذاء السليم والراحة وعدم السهر في الحد من المشكلة وعدم الاعتماد على العلاج والمضادات. ان التغذية السليمة واعطاء الطفل السوائل بشكل عام وعدم ترك الطفل بدون مراقبة من حيث السهر وارهاق البدن مما يؤدي إلى انخفاض في المناعة لديه وبالتالي فانه يكون أكثر عرضة للاصابة بنزلات البرد والتعب وكذلك تأخر في عملية العلاج والشفاء. واحب ان اوضح ان التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال (Otitis media) كمثال احدى المشاكل التي تنتشر بين الأطفال وان علاجها قد لا يحتاج إلى صرف مضادات حيوية في البداية والاعتماد على مراقبة وتغير بعض العادات الغذائية مثل البعد عن الحليب ومشتقاته والحرص على وضع برنامج غذائي مناسب قد يساهم في الشفاء، مع عدم الاستعجال باستخدام المضادات والبعد عن استخدام المضادات التي لها أثر كبير في المشكلات الصحية، كما ذكرنا وخصوصاً إذا استخدمت بشكل كثير. واحب ان اوضح ان الكشف الدقيق للمشكلة من قبل متخصص أمر مطلوب وعدم الاعتماد على التجارب في استخدام المضادات.