احتفلت وكالة الأممالمتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس بوضع الحجر الأساس للمشروع السعودي لإيواء العائلات الفلسطينية اللاجئة والذي تموله المملكة العربية السعودية بمبلغ إجمالي قدره 20 مليون دولار أمريكي. وسيغطي مبلغ ال 20 مليون دولار، والذي يديره البنك السعودي للتنمية من خلال الأونروا - بناء مساكن جديدة لأكثر من 800 عائلة فلسطينية لاجئة بلا مأوى و3 مدارس وعيادة صحية ومسجد ومركز ومنطقة تسوق بالإضافة إلى جميع أعمال البنية التحتية الضرورية لخدمة المجتمع الجديد. وخلال كلمة ألقتها في حفل تدشين المدينة السكنية حضرته «الرياض» عبرت السيدة كارين أبو زيد مفوض عام الأونروا عن عظيم امتنانها للدعم المتواصل والسخي من المملكة العربية السعودية للاجئين الفلسطينيين من خلال (الأونروا). وأعربت عن تقديرها للسلطة الفلسطينية لتوفيرها الأرض اللازمة للمشروع، وتحديدا السيد فريح أبو مدين رئيس سلطة الأراضي الفلسطينية على دعمه المتواصل للأونروا واللاجئين الفلسطينيين وعلى جهوده لتأمين الاراضي اللازمة لهذا المشروع ومشاريع أخرى. وأكدت أبو زيد على أهمية هذا المشروع الإسكاني الضخم الذي وصفته بأنه جاء استجابة لالتزام المجتمع الدولي الداعم لحقوق لاجئي فلسطين في توفير حياة معيشية كريمة حتى إيجاد حل دائم لمأساتهم. وأشارت إلى أن المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية كانت من الممولين المهمين لمشاريع وكالات الغوث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة خلال السنوات العشر الماضية بأكثر من 60 مليون دولار تم تسليم بعضها والبعض الآخر تم التعهد بدفعه. وأضافت قائلة: يبقى الفلسطينيون خصوصا في رفح أصحاب الأولوية في الاستفادة من المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية. وقالت أبو زيد: انه من سوء الحظ أن ممثلي المملكة العربية السعودية لم يتمكنوا من التواجد بيننا اليوم، ولم نتمكن من اتخاذ الترتيبات اللازمة لذلك، مضيفة: «لست أبالغ حين أقول اننا كلنا نجتمع هنا اليوم والفضل في هذا يرجع إلى الالتزام والمهنية العالية وجهود فريق الصندوق السعودي للتنمية على مدى عدة شهور سابقة من عمل جاد ومتواصل». ومن المتوقع أن يخفف هذا التبرع من بعض الصعوبات التي يعيشها قطاع غزة وذلك بتوفير مئات الآلاف من أيام العمل المؤقتة للعمال وعمال البناء والتجار في المنطقة حيث ترتفع البطالة بشكل غير عادي. وقد جاء هذا التبرع في وقت دقيق للغاية حيث تطور الأونروا برنامجا خاصا لتحسين أحوال اللاجئين المعيشية في ضوء خطة الفصل الإسرائيلية الأخيرة إذ سيشرع في أعمال البناء حالاً. ووفقا لإحصائيات الأونروا هناك ما يقارب من 30,000 شخص - 3,300 عائلة قد فقدت بيوتها في قطاع غزة نتيجة الأعمال العسكرية التخريبية على يد الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية، وهذا يشمل 16,000 شخص في رفح أو ما يقارب 10٪ من سكان المدينة حيث مثلت بيوت اللاجئين منها حوالي 85٪. وكانت (الأونروا) أتمت في قطاع غزة بناء 925 وحدة سكنية ل 996 عائلة لاجئة بلا مأوى كما أن العمل جار لبناء عدة مئات من الوحدات الإضافية وصلت إلى مراحل التصميم واستدراج العروض. وفي كلمة له أكد فريح أبو مدين رئيس سلطة الأراضي الفلسطينية أن هذا المكان الذي كان على مدار 38 سنة مسرحا للموت يحصد الحياة، بات الآن وبعد عناء طويل ومرير وبفضل الدعم السعودي السخي مكاناً نصنع فيه الحياة من جديد ونضع الأمور في نصابها من جديد، شاكرا المملكة حكومة وشعبا على الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني. ومن جهته أكد الدكتور نبيل شعث وزير الإعلام نائب رئيس مجلس الوزراء، على أهمية دور المملكة العربية السعودية في دعم الشعب الفلسطيني طوال سنوات النضال، مشيراً إلى أن هذه المدينة السكنية التي ستقام بالدعم السعودي ليست أول ما قدمته المملكة للشعب الفلسطيني. وقال: ان هناك تعهدات سابقة قدمها الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد أمام جامعة الدول العربية في العام 2000، بقيمة 1000 مليون دولار لدعم الانتفاضة ودفع نصف هذا المبلغ خلال السنوات الأولى من الانتفاضة، بالإضافة إلى التبرعات الشعبية الكبيرة التي مولت الجزء الأكبر من السلات الغذائية للشعب الفلسطيني ومن دفع رسوم الطلاب الفلسطينيين في الجامعات وفي مشروعات أخرى عديدة تعليمية وصحية وإسكانية. وأكد أن الشعب الفلسطيني يشعر دوما بالامتنان والشكر تجاه الأشقاء السعوديين الذين لم ينسونا ولن ينسونا حتى تحرر فلسطين وتعود الحقوق كاملة.