نقل المحامي الأردني عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال اجتماعه لساعات مع صدام بسبب تغيبه عن جلسات المحاكمة الأسبوع الماضي ان: «الإدارة الأمريكية ستفكر ألف مرة قبل ان تتطاول على أية دولة أخرى، بعد ورطتها في العراق». وقال صدام لمحاميه «ان وقفته في وجه الطغيان الأمريكي حمت العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام من مخططات الإدارة الامريكية التي كانت ستشمل كل العالم العربي وتزيد التوتر في العالم بأسره». وكان صدام اجتمع الاربعاء الماضي ما يقارب الخمس ساعات مع محاميه الاردني عصام الغزاوي والمحامي الأمريكي رامزي كلارك، في الوقت الذي كان كل من المحاميين الآخرين العراقي خليل الدليمي والقطري نجيب النعيمي يجتمعان بطاقم المحكمة للتفاوض على الشروط التي وضعها الرئيس للموافقة على حضوره جلسة المحكمة التي رفض بالفعل حضورها وعقدت دونه. وكانت الشروط التي وضعها صدام تتعلق بالآلية التي تعاملت بها المحكمة مع الرئيس العراقي ورفاقه السبعة ومحاميهم بعد ان لاحظ ان الشهود اعطوا وقتا كبيرا جدا فيما لم يسمح للمحامين أو موكليهم بالحديث الا قليلا. وذكرت صحيفة «العرب اليوم» التي نشرت حيثيات المقابلة مع صدام أن الأخير رفض حضور الجلسة وقال: «احتراما للشعب ولكلمتي لن احضر الجلسة تحت أي ظرف الا بتأجيل المحكمة ليوم آخر بعد تلبية طلباتنا». وفي رده على سؤال حول ما إذا كان صدام سيحضر الجلسة المقبلة التي ستعقد في 21 الشهر الجاري ويحضرها محامو صدام الاربعة قال الغزاوي: إذا تم تنفيذ كافة الشروط التي وضعها سيحضر الرئيس الجلسة. وفيما إذا كان صدام حسين قد علق حول توقعاته بنتيجة المحاكمة قال الغزاوي ان الرئيس قال له: «في حياتي تعرضت لمواقف مماثلة وصدر علي اكثر من حكم اعدام» مشيرا إلى ان القرار الذي ستتخذه المحكمة ليس في وارد خاطره اصلا، وان ما يهمه بالفعل في هذه الفترة ان يعرف العالم حقيقة ما يجري في العراق وتعرية الأمريكان وعملائهم. وكشف الغزاوي ان صدام حسين تعرض خلال يوم الاربعاء لكافة الضغوط والاغراءات من اجل اقناعه بحضور الجلسة الا انه رفضها جميعا وقال لقد عرضوا عليه ان يحضروا له كافة أنواع الترفيه في المكان الذي يتم أسره فيه ومن ذلك ان يحضروا له تلفزيونا ومذياعا وصحفا ومجلات الا انه رد عليهم بالقول «أنا لا احتاج لذلك رغم أنها من حقوقي». وحول ضغوط الولاياتالمتحدةالامريكية على سوريا قال: أشار الرئيس وفق ما نقله عنه المحامي الغزاوي: «ان هذه الضغوط تدخل في إطار مخطط الإدارة الامريكية بالسيطرة على المنطقة العربية الا انه أكد في المقابل ان الإدارة الامريكية لن تجرؤ على الدخول في مستنقع آخر بعد العراق». وتابع المحامي الغزاوي ان الرئيس يعتقد ان هزيمة أمريكا في العراق تحصيل حاصل، وأنها قادمة قريبا. وتطرق صدام حسين خلال اللقاء عن اليوم الذي سقطت فيه بغداد وقال: «لقد كنت يومها مشغولا بتنظيم اللقاءات مع جميع المجموعات، وبقيت على ذلك حتى القوا القبض علي نتيجة خيانة أحد الأشخاص الذي كنت اثق به». وأوصى صدام حسين كلارك بالسلام على الشعب الأمريكي والتأكيد له انه ليس بينه وبين الولاياتالمتحدةالامريكية أي شيء عدا ما تقوم به الإدارة الامريكية من احتلال لبلاده بهدف صناعة خارطة جديدة للعالم تكون تحت سيطرتها، مستدركا بالقول: «ان ذلك لن يكون بعد ان رأت أمريكا في العراق ما رأت». وجدد صدام تأكيده بأن المحكمة الخاصة التي يحاكم من خلالها صورية وأنها لا تملك أساسا قانونيا أو شرعيا ولا يحق لهم محاكمة رئيس دولة. وحول الضغوط التي تعرض لها فريق الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين قال الغزاوي: لقد تعرضنا لتهديد داخل المحكمة في احدى الجلسات وذلك من قبل الشرفة الثانية في قاعة المحكمة التي يتواجد فيها اعضاء من الحكومة العراقية. وأضاف الغزاوي جاء التهديد من قبل شخصين اشاروا لنا بإشارة الذبح فأخبر المحامون القاضي الذي طلب التحقيق مع هؤلاء الشخصين، واللذين وفق تأكيد القاضي منعوا من دخول المنطقة الخضراء التي تقام فيها المحاكمة ولا الحمراء «كل بغداد». وهو التهديد الذي سبق محاولة الاغتيال التي تعرض لها محامو صدام في مطار بغداد أثناء عودتهم إلى عمان. الا ان الغزاوي أشار بأن ما سمعه من العراقيين سواء في الشارع أو المطار أو الفندق كان امرا جيدا وقال: كانوا يدعون لنا بالتوفيق رغم انهم كانوا خائفين من ان تتم ملاحظتهم وهم يتحدثون معنا. وقال الغزاوي ان أحد المواطنين الأردنيين الذي عرفهم في المطار سلمه أثناء مغادرته مطار عمان إلى بغداد رسالة قصيرة تعبر عن اعتزاز هذا الشخص بالرئيس صدام حسين، واوصاه ان يسلمها إليه وبالفعل أعطاها غزاوي إلى صدام حسين الذي كتب عليها بعض الكلمات ووقع عليها واعادها للمحامي الذي بدوره سلمها خلال عودته إلى الأردن إلى هذا المواطن.