150 قناة فضائية (غير مشفرة) في العالم العربي مهددة بعدم الاستمرارية على المدى الطويل، رغم أن هذه المحطات المجانية استثمرت مبالغ طائلة لتحديث برامجها التلفزيونية وتحسين نوعيتها، لاسباب عديدة منها أن بعض هذه القنوات تعتمد على الدعم الشخصي لمالكيها وأيضا لان أساليب تسويقها غير منطقية!! هذه المعلومة البعيدة عن نظرة التفاؤل جاءت في دراسة إستراتيجية أعدتها شركة «بوز ألن هاملتون» الخبيرة في صناعة التلفزيون، وهي أي هذه الدراسة تعيدني لحديث مع الخبير الإعلامي في مجال الفضائيات السعودي تركي الشبانة في بيروت حيث ركز على أهمية قيام «تحالفات» خصوصا لملاك القنوات الفضائية من السعوديين لكي يستمر نجاحهم في هذا المجال على المستوى البعيد، لان هناك تحالفات واتحادات لرجال أعمال وسياسيين عرب مع شراكة أجنبية للسيطرة على سوق الفضاء إعلانيا وإعلاميا!! البعض للأسف يعتبر أن إنشاء قناة فضائية لا يتعدى كونه استثمارا ماليا مليئاً بالربح لان الأمر من وجهة نظرهم لا يتعدى مجموعة «من الصبايا» ما بين راقصات ومذيعات والكسب والربح وجلب الملايين سيكون من خلال الاعتماد على رسائل ال SMS مهما كانت مضمون كلماتها، وهذا الأمر عندما ذكرته للشبانة نفى أن يكون مربحاً مالياً لان مجرد القيام بعملية حسابية حتى لو كانت مليئة بالتفاؤل لن تحقق لهذه المحطة أي ربح مالي ومن الجميل اذا غطت عوائد هذه الرسائل جزءاً من تكاليفها !! وبالمقابل وعكس القنوات المجانية تشير دراسة بوز ألن هاملتون التي تتناول العالم العربي، وتحديداً كبرى الأسواق العربية في مصر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، إلى أنّ عدد مشتركي التلفزيون المدفوع يصل إلى مليون مشترك، تستحوذ Showtime وأوربت وART على القسط الأكبر منهم.، وهذا الرقم من وجهة نظري في عدد المشتركين يعتبر رقما جيدا، لان الاستثمار المبني على أسس سليمة سيحقق النتائج المرجوة منه حتى لو كان هذا الأمر على المستوى البعيد، خاصة ان النمو في هذا السوق وصل الى 40٪، فالثقة التي أجدها في التلفزيون المدفوع نابعة من ان المشاهد هو الرابح لان القيمة التي سيدفعها سيجد مقابلها برامج ذات مستوى عال ومتى ما انخفضت سيكون البحث عن البديل المميز لان الخسارة ستكون في المشاهد وأمواله!! وهذا الدراسات تعطينا في الوقت نفسه رؤية هامة تتمحور بأن الفضاء على المدى البعيد قد يكون سنقيا س فيما يقدمه نوعا ما، بعدما ابتلينا للأسف في الوقت الحاضر بموضة قنوات الأغاني الإباحية والتي أتاحت الفرصة لاصحاب النوادي الليلية ليقتحموا بيوتنا وعقولنا بأسلوب إعلامي رخيص!! ولكن ورغم العوائق التي قد تعتري واقع الإعلام الفضائي وصناعة التلفزيون في العالم العربي الا انه وحسب الخبير الإعلامي كريم الصباغ فان الأنظار محلياً وإقليمياً ودولياً تتّجه إلى صناعة التلفزيون في المنطقة العربية في انتظار عمليات الإصدار العام لأسهم قناة الجزيرة وقناة روتانا الموسيقية وشبكة قنوات .emitwohS وهذا الأمر من وجهة نظري الخاصة سيكون علامة تحول في تاريخ الإعلام الفضائي العربي لانه عند طرح هذه القنوات في البورصة سواء في دبي او على مستوى عالمي سيؤدي ذلك لوجود جيل جديد من المستثمرين في هذا المجال سيعتمدون على الأساليب العلمية والدراسات المستقبلية لتحقيق أهدافهم الاستثمارية على نسق ما نشاهده من إمبراطوريات إعلامية في اوروبا وامريكا، لان الأمر ليس قنوات سللبرستيجس او للكسب السريع من المراهقين عبر مكالماتهم الهاتفية او تصويتا تهم للبرامج او كما نجده حاليا من انحطاط أخلاقي أحيانا في بعض الرسائل المعروضة عبر شاشات بعض القنوات الفضائية العربية للأسف!! فهل تنتهي أحلام من يعتبرون إنشاء قناة فضائية كإصدار مجلة شعبية فقط لانهم يملكون المال، ام العدد سيكون اكثر من ألف قناة مجانية!! [email protected]