المسلمون يراقبون. قمتهم في مكةالمكرمة من زوايا النتائج التي ستنعكس عليهم وكيف يتغلب القادة على حالات العجز والتمزق والتخلف، والوصول الى عوامل تؤكد أن التنمية، وتبادل المصالح والمعلومات، وفتح الأسواق، هي إحدى الطرق الى تكامل فيما بينهم. خارج الدائرة الإسلامية، يريدون معرفة ما يفكر به القادة، والمشاريع التي سيطرحونها، وما هي أسس العلاقات التي ينتج عنها تعاون مشترك في التغلب على الإرهاب، والتعاون التقني، والوصول الى معرفة دقيقة بعقيدة هذا التجمع البشري الكبير. الدعوة المحمدية خرجت من مكةالمكرمة، أي من غرب آسيا لتنتشر في العالم كله ولتصبح القارتان الآسيوية والأفريقية المستودع البشري الذي يأوي اصحاب هذه العقيدة ويتكاثرون به، لكن ما يحزن أن الذين قادوا حضارة إنسانية تعطلت أدوات عملهم ليصبحوا ضحية الاستعمار وهجمات التتار، ومركز الحروب والانقسامات. الآمال أن يقف المسلمون على خرائطهم البشرية والجغرافية،، وإدراك ان إمكاناتهم هائلة، لكنها تحتاج الى وسائل ونظم، تقودهما إرادات فاعلة تشبه تماماً ما سارت عليه ماليزيا كمعلم للتعايش والتنمية، والوصول الى آفاق الدول المتقدمة، وهذا النموذج يمكن استيراده ومعرفة مسيرته، والخطوات التي بدأت خجولة، وصلت الى قائمة الدول الاكثر تقدماً في قطع المسافة من الأُمنية الى العلم، لتكون تجربة غنية لمعظم الدول الإسلامية. العولمة التي تجتاح العالم لا تستطيع أي قوة الوقوف أمامها، لكن يمكن الاندماج بها وأخذ حصة جيدة من الاستثمارات، وبناء هياكل الدولة الحديثة وتبادل المعلومات، وجلب التجارب، والتحول من بلدان إسلامية تغذي مصانع العالم بالمواد الاولية، وتتلقى بضائعها ومنتجاتها، الى العكس، اي ان تتحول الى قاعدة إنتاج جبارة، ومراكز بحث علمي في مجالات كثيرة، للدخول مع العالم المتقدم وفق الأسس التي انطلق منها. العالم الإسلامي لديه مرض غير قاتل، أي علة التخلف، وحتى ننتصر عليه لابد من فتح الأبواب والنوافذ لكل الرياح العلمية والإدارية، والاهتمام بالإنسان كبناء لهذه القاعدة الفكرية والإنتاجية، ولعل رفع مستوى التعليم، والبدء في مشروع تربوي يراعي تحديات العصر، ربما يكونان البداية لمشروع حضاري قادم.