جاءت فواتير المياه الأخيرة مفاجئة وصادمة، إذ أتت بزيادة في التعرفة تصل إلى 1754%، ولطالما أن المواطن البسيط لا يستطيع فهم التسعيرة بالهللة وحساب الكميات بالمكعب، فليس أمامه سوى فك تلك المعادلات عند استلام الفاتورة ليستوعب حجم تأثير تسعيرة المياه الجديدة على ميزانية الأسرة كل شهر، حيث ستشكل مبلغاً ًقاصماً لظهر المواطنين وتخلق عجزاً عن السداد وتقود إلى دوامة من المشاكل، خصوصاً وأن الغالبية العظمي من الأسر هي من ذوي الدخل المتوسط فما دون، مما يحتم إعادة تقييم تعرفة استهلاك المياه بشكل جدي، مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة المناخية للمملكة والتي تتسم بارتفاع الحرارة وبرياح مثيرة للأتربة مما يعني استخدام المياه بكمات كبيرة. وإضافة إلى مطلب مراجعة التسعيرة وتقييمها، أقترح على وزارة المياه التي ستتجه لها الأنظار والأقلام في الفترة القادمة أن تطلق حملة إعلامية كبرى عبر وسائل الإعلام كافة، تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالمنتجات الخاصة بترشيد المياه، والأساليب المثالية لإيقاف الهدر، وأعتقد أن هذه الحملة وبخلاف الحملات السابقة التي تم تنظيمها قبل عدة سنوات ستترك أثراً كبيراً لدى المواطنين كونها تأتي في توقيت ارتفاع فواتير الخدمات، والتي أمست تغرف من دخل المواطن بشكل مباشر ودون أن تطرق بابه للاستئذان! [email protected] لمراسلة الكاتب: [email protected]