أتساءل ما بال آباء وأمهات غافلين عن أبنائهم؟ فتربية الأبناء هي المهمة الأصعب للوالدين. لذلك عظم الله أجرهما سنوات طويلة من الشقاء والمكابدة للمتاعب في تربية الأبناء ورعايتهم ليصبحوا أعضاء صالحين مصلحين مساهمين في بناء وطننا العزيز فلم أجد جواباً شافياً غير أن الوالدين غرقى في مشاغلهم ومصالحهم الشخصية وتركوا أبناءهم يغرقون في أمواج عاتية أصدقاء سوء وشياطين تويتر وغيره يربونهم بلا رقابة أو متابعة. فهل غرتنا الدنيا عن الكنز الحقيقي وأنستنا أن نمنح الابن كل رعاية فهو كالشجرة نسقيها لتثمر وتزهو أو نعرض أبناءنا للذئاب البشرية ينهشون لحومهم سواء كانوا أصدقاء سوء أو شياطين الإنترنت؟ فالتكنولوجيا باتت واحدة من أهم الأمور الخطيرة التي تواجه الأبناء والبنات إضافة إلى الأمور الكثيرة الأخرى التي تؤرق الوالدين وأصبحت عقبات في تربية الابن والابنة فالابن يحاول أن يحصل على حرية شخصية إذا بلغ سن المراهقة فيرهق والديه وأصبح الأبناء يميلون إلى السرية التامة بعيدا عن رقابة الوالدين وهذا أمر خطير يجب أن يواجه بصبر وحكمة بالغين ويجب هنا أن يبتعد الآباء عن العنف والتأنيب حتى لا ينفر الأبناء ويجب تقدير ذوات الأبناء ولي وقفة هنا بشأن الاستخدام الآمن للإنترنت من قبل الأبناء فلا يفوت الآباء المتابعة الدقيقة لأبنائهم عند شرائهم الحواسيب لأبنائهم وعدم تركهم يغرقون في أمواجه العاتية ومن الأولى أن يضع الابن حاسوبه في مكان عام في المنزل ويستخدم الإنترنت في الصالة مثلاً وعدم تركه بمفرده في غرفته وأن يحدد الأب القائد فترات للاستخدام لاتزيد على ساعة مثلاً في اليوم وأن يراجع الأب أو الأم محتوى الحاسوب وإشعار الابن بالأخطار المحدقة عند تصفح النت ومساءلته ووضع برامج تحجب كل ممنوع قبل إحضار الحاسوب للمنزل والجلوس بين فترة وفترة مع الابن أو البنت أثناء الدخول على الإنترنت ومصاحبة الأبناء ومعاملتهم ككبار ومكافأتهم وتوجيههم للأخلاق الإسلامية السمحة أثناء الاستخدام وعدم السماح بالبوح لأحد بالمعلومات الشخصية له أو لأفراد أسرته أو الشراء داخل المواقع أو مراسلة مجهولين، واطلاعهم على أنواع الجرائم المعلوماتية حتى يتجنبوها وإفهامهم أن المسؤولية الجنائية مسؤوليته الشخصية. إذاً لم يكن هناك مفر من تكريس الاهتمام بالأبناء والبنات فلذات الأكباد وعماد الوطن ويتحتم الحرص والمتابعة وعدم غلق الأعين وصم الآذان عن الأولاد سواء من الآباء أو المعلمين والمعلمات فأسوأ شيء هو الشروع في عمل وتركه ناقصاً فتربية الأبناء كالرواية الناجحة تبكي منها أولاً وتصفق لها في النهاية فالأولاد عطية من الله وأمانة يجب أن نرعاها آباءً ومعلمين ومجتمعاً ويكون شعار الأب أن أكون زهرةً مسحوقةً ولا قدماً ساحقةً، ونحن في معاملتنا للأبناء كمن يعاقب ابنه بالإحسان إليه ويرد شره بالانعام عليه.