إن أكبر تجمع تاريخي قديم وكبير ومهم هو الاجتماع السنوي للحج، فمنذ أن بنى سيدنا إبراهيم وولده سيدنا اسماعيل عليهما السلام الكعبة ودعا الله عز وجل أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليه، فقد استجاب الخالق سبحانه وتعالى لدعاء نبيه ورسوله سيدنا إبراهيم عليه السلام، فمنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا وهناك اجتماع سنوي وحجاج كل عام، إلا انه اختلفت قواعده وأعرافه مع اختلاف الأزمان حتى دخول الوثنية إلى الحرم الشريف إلى أن تم بنصر الله فتح مكة على يد سيد الخلق نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ودمر الأوثان وهو صلوات الله وسلامه عليه يردد {قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً} وتوالت العصور عليها من العصر الأموي والعباسي حتى عصرنا هذا، ولقد شهدت الكعبة المقدسة أحداثا عدة ومهمة وتاريخية غيرت مجرى التاريخ وقلبت موازينه بل وحفرت علامات تاريخية ضاربة جذورها بعمق الأرض، والله سبحانه وتعالى فرض علينا بعض هذه الأحداث والأفعال شرائه وفرائض في صلب العقيدة الإسلامية وبكل دقة، كالسعي بين الصفا والمروة، ذبح الأضاحي والأفدية والطواف والشرب من ماء زمزم وغير ذلك كثير من الأعمال التي قام بها سيدنا إبراهيم عليه السلام أو هاجر عليها السلام. ان لدينا أعظم مكان في الأرض وأقدسه وأشرفه، بل وفي التاريخ منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة، وقد شهد الحرمان المكي والمدني عادات وأعرافاً كثيرة منه من أجازه العلماء ومنه من حرمه العلماء وتخالفت على الحرم الشريف أمم وقبائل عدة حجوا إليه من أقصى بقاع الأرض ومن شتى البلدان، لذلك فانه من الضرورة التاريخية توثيق هذا الجانب التاريخي والجغرافي والاجتماعي والحديث عن مراحل بناء الكعبة وتوسعة الحرم إلى أن وصل إلى ما وصل إليه الحرم الشريف من توسعة كبيرة وخدمات راقية عالية المستوى ومبهرة لزوار بيت الله الحرام «توسعة خادم الحرمين الشريفين» للحرم المكي والحرم المدني فلابد من توثيق كيف كان وكيف أصبح؟. إضافة إلى استعراض لخدمات الحجيج على مر التاريخ وخدمات السقاية لماء زمزم فلابد من تاريخ منجزات الحج والرسومات واللوحات الفنية والشعر والنثر المقال في الحج، ان هذا المشروع حضاري ومطلب وطني عالي المستوى، بل ولابد من عمل صالات مخصصة أو غرف خاصة بمباني سفارات المملكة في الخارج وخصوصاً الأوروبية منها وعمل كتيبات تطبع وتوزع عن الحج والكعبة وتوسعة خادم الحرمين الشريفين وكيف دخل النظام الالكتروني في التنظيم المالي والإداري والأمني للحجاج والمعتمرين، فإن لدينا ثروة عظمى وهبها الله عز وجل للمملكة العربية السعودية ومنّ علينا بشرف ليس بعده شرف، فيفخر الإنسان بأن يقدم خدماته وأعماله لهذين الحرمين الشريفين. نسأل الله أن يديم علينا نعمه ويمن على المسلمين أجمعين بعودة أولى القبلتين المسجد الأقصى المبارك إلى أحضان المسلمين انه سميع مجيب.