قتل مفجر انتحاري نفسه وأربعة آخرين وأصاب 36 على الأقل في منطقة رئيسية للتسوق والسياحة بوسط اسطنبول امس في رابع هجوم من نوعه في تركيا هذا العام. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال وهو شارع مغلق أمام حركة المرور تصطف فيه المتاجر الدولية ومراكز التسوق على بعد مئات أمتار قليلة من منطقة تنتظر فيها عادة حافلات تابعة للشرطة. وقال مسؤولان تركيان لرويترز إن الأدلة تشير إلى أن المهاجم ينتمي على الأرجح لحزب العمال الكردستاني المحظور أو تنظيم داعش. وقال أحد المسؤولين إن المهاجم كان يستهدف في الأصل منطقة أكثر ازدحاما. وأوضح رافضا الكشف عن اسمه "المهاجم فجر القنبلة قبل الوصول إلى منطقته المستهدفة لأنه كان خائفا من الشرطة". وقال مسؤول آخر إن التحقيقات تركز على ثلاثة مشتبه بهم محتملين كلهم رجال واثنان منهم من مدينة غازي عنتاب الجنوبية بالقرب من الحدود السورية. ولم يكن هناك المزيد من التأكيد في هذا الشأن. وأغلقت الشرطة الشارع الذي اصطفت فيه نحو ست سيارات إسعاف وبدأت فرق التحقيق الجنائية في تمشيط المنطقة بحثا عن الأدلة. وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق موقع التفجير وهرب المتسوقون المذعورون من المنطقة إلى الشوارع الجانبية الضيقة. وكان شارع الاستقلال الذي عادة ما يزدحم بالمتسوقين خلال نهاية الأسبوع هادئا عن المعتاد قبل الانفجار مع بقاء المزيد من الناس في منازلهم بعد سلسلة من التفجيرات الدموية. وأكد وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو أن التفجير أصاب 36 آخرين سبعة منهم في حالة خطيرة. وأضاف الوزير أن 12 من بين المصابين أجانب. اوردت قنوات التلفزيون التركية نقلا عن مصادر طبية ان ثلاثة اسرائيليين وايرانيا قتلوا في الهجوم، واصيب اثنين من ايسلندا. ودان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التفجير ووصفه بأنه "غير إنساني" وقال إن تركيا ستواصل كفاحها ضد مراكز الإرهاب. وقال في بيان مكتوب "لن تصل أي من مراكز الإرهاب لهدفها بمثل هذه الهجمات الوحشية.. كفاحنا سيستمر بنفس الثبات والعزم لحين القضاء على الإرهاب تماما". من جانبه وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الهجوم على تويتر بأنه "جريمة إرهابية أخرى ضد مدنيين أبرياء وضد تركيا الحليفة". ونصحت ألمانيا التي أغلقت قبل أيام سفارتها وقنصليتها ومدارس في أنقرةواسطنبول بسبب مخاوف أمنية مواطنيها السائحين في اسطنبول بالبقاء في فنادقهم. كما نددت الولاياتالمتحدة بقوة ب"الاعتداء الارهابي المروع" في وسط اسطنبول امس، وتعهدت الوقوف الى جانب تركيا. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي في بيان "الولاياتالمتحدة تتضامن مع تركيا حليفتنا في الحلف الاطلسي في التصدي لتهديد الارهاب المشترك".