هل تُريد أن تُصبِح غنيا؟ وهل تحلم أن تكون حُرّاً من إلتزامات الوظيفة؟ وهل ستستمر في عملك الحالي لو توفر لك دخل آخر يكفيك راتب الوظفية؟ وهل يُعطيك عملك الحالي أكثر من مجرد «ال ... ما ... عاش»؟ وهل تنوي الاستمرار في عملك إلى أن تُصبح «مت .. قاعد»؟ أسئلة قد تدور في بال بعضنا ومنا من لا يجرؤ أن يُحدِّث نفسه بها. بل وعندما يُفتح هذا الموضع بين موظفين تجد بينهم من يُصعق وكأن الموضوع من المُحرمات التي يجب عدم الحديث عنها. أرجو أن لا يُفهم أنني أدعو الموظفين لترك وظائفهم والبدء في أعمال خاصة بهم. الواقع إنها دعوة لطريقة تفكير مُختلفة ترفع من كفاءة المُوَظَّفين وتزيد إنتاجيتهم ليكونوا أكثر نفعاً لوطنهم ومُجتمعهم ومُنظماتهم. أدركت الدول المُتحضرة أهمية أن يكون مواطنوها مُكتفين مادياً وتقليل الاعتماد على الدولة في توفير الوظائف لهم مما يُرهِق ميزانياتها ويُزعزع أمنها ويُهدد استقرارها ويحد من فاعليتها. بعض الدول تلجأ إلى توظيف مواطنين أكثر من حاجة العمل لديها مما يزيد من البطالة المُقنعة التي لا تزيد العمل إلا تعقيداً فتتأخر المُعاملات وتطول الإجراءات وتسود الفوضى في الإدارات وتُحارب برامج التطوير الإداري لأنها في نظر الموظفين تُهدد أمنهم الوظيفي وقد يخسرون مصدر رزقهم. فهل تمكنت تلك الدول من القضاء على البطالة وتوفير مستوى معيشي مقبول لمواطنيها؟ عندما يتحول المواطن من طالب للعمل إلى جهة توظيف يكون قد ساهم في دعم اقتصاد الوطن واستقرار الوطن وأمن الوطن وعندما يُساعد التُجار غيرهم في النجاح في التجارة فسيكون لهم السبق في تحقيق تلك المبادئ السامية ويُحققوا أرباحاً مادية أكثر بعكس ما يعتقدة الكثيرون. لذا تُشجِّع دولتنا حفظها الله هذا التوجة وتوفر الدعم المادي والمعنوي للمُبادِرين «Entrepreneurs» من خلال عدة قنوات. من يملك المال فإنه يستثمر في أمواله ولكن ماذا يفعل من لا يملك المال؟ الاستثمار الفكري هو أحد السبل التي يمكن من خلاله أن يُطوِّر الواحد منا من قدراته وإمكاناته وأفكارة بحيث يُصبح خبيراً في العمل الذي يقوم به ليكون مُبدِعاً يستطيع استثمار تلك المعرفة في منظمته أو في مُنظمات أخرى تحتاج مهاراته تلك أو حتى في عمل خاص به عندما تتوفر له الفرصة. الكثير من الموظفين يفقد قيمته عندما تستغني عنه جهة عمله سواء بالنقل أو التقاعد مما يؤثر على معنوياته وسعادته ونجاحه خارج وظيفته الحالية. الكثير ممن يملكون المال يبحثون عن أفكار يستثمرون أموالهم فيها وهم على استعداد لمُشاركة أصحاب الأفكار لتحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع. ما يتطلبه الأمر منك هو أن تتمتع بروح المُبادرة والهمة العالية والتفكير السليم وعدم مُصاحبة المُثبِطين. أما إذا كنت ممن لا رغبة له في هذا الأمر فلا تضع العوائق أمام الآخرين واعلم أن لكل منا اختيار ما يناسبه في حدود ما أحل الله له. عندما يُقدِم بعض الموظفين على الاستثمار ففي الغالب أن هذا يتم على حساب جوانب أُخرى في حياتهم فيكون أول الضحايا هي الأُسرة ثم الصحة وقد يتعدى الأمر ليطال جوانب مهمه أخرى في حياتهم دون إدراك منهم. الإنسان وقت وطاقه والدخول في الاستثمار بشكل غير مدروس قد يستنزف قدراً كبيراً من الوقت والطاقه ولكي ينجح عليه أن يوازن بين جوانب حياته المُختلفه ويتبع اساليب الاستثمار التي تناسب وضعة وليس فقط تقليد الآخرين. فهناك عدة عوامل يجب إعتبارها قبل الدخول في أي مشروع وعلى المُستثمر استشارة من لديهم خبرة في هذا المجال قبل البدء. يُعجبني ما يقوم به صندوق المئوية من الاستعانه بالاستشاريين للإشراف على مشاريع المواطنين التي يدعمها الصندوق في خطوة رائعة وإيجابية نحو إدارة رؤوس الأمول بشكل يضمن نجاح الاستثمارات بإذن الله تعالى. في أحد المُحافظات تُعلن أكثر من أربعين منشأة إفلاسها يومياً وقيمة المشاريع المُتعثرة بالمليارات فهل تنوي أن تكون أحدهم أم أنك ستبدأ بالمُستشار قبل البدء في الاستثمار؟