لم يكن مفاجئاً أن يتخلف لاعبا الوسط سالم الدوسري ووليد باخشوين عن الالتحاق بمعسكر المنتخب السعودي في جدة استعداداً لمواجهتي ماليزياوالإمارات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، إذ لم تكن المرة الأولى التي يتخلف فيها لاعب عن الالتحاق بالفريق الوطني. تكشف هذه الحادثة عن ضعف صورة اتحاد الكرة التي انعكست بشكل مباشر على قيمة وأهمية اللعب لمنتخب الوطن، فاتحاد الكرة لم يكن حازماً حينما غاب الحارس عبدالله االعنزي بداعي تأخر رحلته القادمة من لندن قبل عامين من الآن حين كان المنتخب يستعد في الدمام لملاقاة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015، ولم يتعامل الاتحاد بحزم مع ذلك التصرف وحول القضية إلى لجنة الاحتراف وهي اللجنة غير المختصة بهذا النوع من المشكلات، لينتهي المطاف بتوجيه إنذار خطي للحارس الشاب لم يكن مستنداً على لوائح المنتخب الداخلية ولا على لائحتي الانضباط أو الاحتراف، قبل أن يتكرر الانفلات في "الأخضر" بعد مباراة الذهاب في كوالالمبور يومها خرج الثلاثي فهد المولد وعبدالفتاح عسيري وشايع شراحيلي ضاربين بتعليمات البعثة عرض الحائط. ولأن اتحاد الكرة السعودي غير مبادر وغير حريص على معالجة أخطائه جاءت هذه الحادثة لتدفع المتابع والمشجع السعودي للتساؤل عن عدم أقرار لائحة توضح العقوبات بالنسبة للاعبي المنتخب حين يرتكبون أي مخالفة تتعلق بالانضمام للمنتخب أو حتى أثناء المباريات والمعسكرات والتدريبات. الآن، وبعد ما حدث من الدوسري وباخشوين سيطالب كثيرون بمعاقبة الدوسري وباخشوين، وهذه مطالبة مشروعة لو كان اتحاد الكرة جريئاً في حادثة عبدالله العنزي والثلاثي الهارب من المعسكر وفرض عليهم عقوبة مستندة على لوائح خاصة بالمنتخبات، وهي اللوائح التي لا نعرف إن كان الجهاز الإداري انتهى من إعدادها، إذ نتذكر جيداً تبرير مسؤولي المنتخب حول عدم اعتماد لائحة باعتبارها طور الإعداد والمراجعة إبان وقوع حادثة العنزي. بقي القول إن تكرار مثل هذه الحادثة إن دل على شيء فهو يدل على عدم احترافية اتحاد الكرة، وعلى عدم احتراف "فريق الوطن" الذي يمثل كل السعوديين، وبالتالي لا تثريب على الثنائي غير المنضبط، باعتبارهما لم يجدا ومن قبلهما الحارس العنزي من يتعامل معهما بصرامة ليفرض عليهم وعلى جميع اللاعبين احترام الشعار "الأخضر" الذي يعد تكليفاً وليس تشريفاً يحق للاعب التنازل عنه وعدم الاهتمام به.