أقام معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي مساء امس حفلا تكريميا لرؤساء وأعضاء الوفود الاعلامية من ضيوف وزارة الثقافة والاعلام الذين اسهموا في نقل شعائر حج هذا العام 1425ه لمختلف أنحاء العالم وذلك بفندق كراون بلازا بجدة. وكان في استقبال الوفود معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وصاحب السمو الملكي الامير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزيرالثقافة والاعلام. وقد بدىء الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم القى رئيس شركة نايل سات امين بسيوني كلمة وفود الدول العربية وجه في مستهلها باسم ضيوف الرحمن عميق الشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني /حفظهم الله / على ما احاطوا به ضيوف الرحمن من رعاية كريمة وما وفرته من خدمات جليلة طوال مسيرة الحج المباركة. ونوه باستخدام التقنيات الحديثة لبث شعائر الرحلة المقدسة على الهواء مباشرة الى الملايين في كافة ارجاء العالم الاسلامي في قارات العالم المختلفة عبر الاقمار الصناعية معبرا عن شكره لمعالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وصاحب السمو الملكي الامير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والاعلام وجميع منسوبي الوزارة الذين لم يدخروا جهدا للقيام بواجبهم الاعلامي في بث هذه الشعائر وتقديم كافة الخدمات الاعلامية للمشاركين في تغطية الحدث. بعد ذلك القى مدير مكتب وزير الاعلام الغيني عثمان تمارا كلمة وفود الدول الافريقية قدموا خلالها التهاني الخالصة للمملكة العربية السعودية على نجاح موسم حج هذا العام بفضل الله ثم بالجهود الضخمة التي بذلتها المملكة في جميع المجالات والتنظيم المحكم ليتمكن الحجاج من اداء نسكهم بيسر وسهولة. وعبروا عن سعادتهم الغامرة واعجابهم بالامكانات والتجهيزات الضخمة التي هيأتها وزار الثقافة والاعلام للمشاركين في تغطية نشاطات حج هذا العام مما اسهم في تحقيق الاهداف التي حضروا من اجلها ونقل الوقائع بكل امانة الى بلدانهم عبر وسائل اعلامهم المختلفة. ثم القى مدير ادارة المعلومات بولاية سلانجور بماليزيا محمد كمال بن مات نور كلمة الوفود الآسيوية عبروا خلالها عن شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية خاصة وزارة الثقافة والاعلام التي قدمت لهم جميع المساعدات والتسهيلات لنقل شعائر حج هذا العام. وثمنوا الجهود العظيمة التي تقدمها المملكة في كل عام لحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من اداء مناسكهم بكل سهولة ويسر من جميع قطاعات الدولة منذ وصولهم وحتى مغادرتهم. عقب ذلك القى معالي وزير الثقافة والاعلام الكلمة التالية: الحمد لله مدبر الكون خالق السموات والارض والحمد لله الذي قدر فهدى والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الاخوة المدعوون أيها الاخوة الضيوف أيها الاخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في مستهل هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يضم بحميمية بين جوانحه صفوة من الشخصيات في مجالات الفكر النير والادب والاعلام والاتصال والصحافة في عالمنا الاسلامي الكبير.. يشرفني أن أنقل اليكم تحيات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. وتمنياتهم بدوام التوفيق لتحقيق النجاحات الاعلامية لمصلحة الامة الاسلامية ولاعلاء شأنها لتكون دائما وأبدا مصانة وفي المكانة السامية التي تليق بها.. كونها خاتمة رسالات السماء الى الارض لاعمار الحياة الانسانية بكل ما يسعدها في الدارين وفق مراد الله تبارك وتعالى. كما يسرني بهذه المناسبة الطيبة أن أرحب بكم جميعا اخوة أعزاء بما يشكل أسرة واحدة تلتقي على الخير والمحبة والالفة والنقاء.. وتلك خصائص ومدلولات يستشف من خلالها العطاءات الفردية والمشتركة في مجال الاختصاصات الاعلامية التي تدل على التكامل وعلى التنافس الشريف المرغوب فيه للخلوص الى أداء مميز وقادر للنفاذ الى الساحات المستهدفة لاعطاء الصورة الحقيقية والواقعية عن الاسلام والمسلمين الذين يسخرون امكاناتهم في اطار الوسطية والاعتدال لاعمار الارض. ولذلك فان المملكة العربية السعودية منذ العام 1979م أي قبل أحداث سبتمبر 2001م وهي تحذر من الاخطار المحدقة الناجمة عن الفكر المنحرف الذي يدعو الى التطرف والارهاب الذي أصبح واضحا لكل ذي بصيرة أنه ليس له دين ولا وطن ولا جنسية.. بما يتطلب تضافر الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وتكاتفها من أجل اجتثاثه من جذوره ليأمن الناس على حياتهم وليسلم العالم من شرور وغدر الفئات الضالة. أيها الاخوة بالامس الأول القريب كنا جميعا في عرفات والمزدلفة ومنى حيث تضافرت الجهود لنقل وقائع الحج عبر الوسائل الاعلامية المتعددة، وذلك الى مختلف أنحاء العالم.. لترى الاسرة الدولية نحو أكثر من مليوني ونصف مليون مسلم يمثلون أكثر من مائة وستين جنسية وهم يؤدون نسكهم.. وكلهم اخوة متحابون في الله جمعت بين قلوبهم العقيدة الاسلامية السمحة.. ولذلك لغرو أن يسيروا جنبا الى جنب على ثرى هذه الاراضي المقدسة تغمرهم الفرحة ويعمهم السرور.. وأاستخلص من ذلك أمرين الاول / أن الجهود الاعلامية المتضافرة في خدمة الاسلام والمسلمين التي تعد بكل اخلاص وحرفية وموضوعية تستطيع النفاذ الى الساحات العالمية لترى الأسرة الدولية الصورة الناصعة لحقيقة الاسلام.. وكذلك ابراز التوجه الخير للمسلمين وجلهم يمثلون الاعتدال في أسمى معانيه. الآخر أن المملكة العربية السعودية من أقصاها الى أقصاها تعيش ولله الحمد الامن والاستقرار الذي نتمنى أن يعم سائر أنحاء العالم ليأمن الانسان أينما حل على نفسه وماله وعرضه على النحو الذي يلمسه من قرب ضيوف الرحمن الذين نتشرف بخدمتهم لينعموا برحلة الحج والعمرة والزيارة وليؤدوا نسكهم على خير وجه.. وما كان ذلك ليتحقق لولا توفيق الله عز وجل ثم ما يبذله ولاة الامر الذين يحملون على عاتقهم هذا الدور العظيم المتوارث الذي يشرفون به. أيها الاخوة.. لذلك فالحاجة تبدو ملحة لدول اسلامية متكاتفة متعاضدة لا متنابذة على النحو الذي يعتمده البعض بوعي وبدون وعي بما يؤثر سلبا في واقع الحال على مجريات الامور التي يفترض أن تكون معززة وفي الحرز الامين. ولهذا فإن الآمال إن شاء الله معقودة على المخلصين لاعتماد سياسات مدركة لابعاد ما هي بصدده لتصميم خطط وإعداد برامج لا متشنجة تدعو الى الفتنة وشق الصف بل خطط وبرامج رصينة وموضوعية ومتزنة قادرة على الاسهام في توثيق الروابط الاخوية وتصويب المسار لتمتين الجبهة الداخلية وللتأكيد على صفاء الاسلام ونقائه من خلال شرح أبعاده وتبيان أهدافه وابراز مراميه الخيرة والعمل كذلك لافساح المجال باضطراد لدى الاجيال الصاعدة لتجذير مقاصد لغة الحوار بعيدا عن المزايدات واحترام الآخر وفق مقتضى العقيدة الاسلامية السمحة التي تتسم بالوسطية والاعتدال وصيانة الحقوق وتحريم سفك الدماء ونبذ الارهاب والتطرف بما أهلها أن تكون عقيدة صالحة لكل زمان ومكان الى أن يرث الله الارض ومن عليها. هذا قليل من كثير مما رغبت أن أعرض له وباختصار شديد وتقديرا لوقتكم أردت به أن أذكر نفسي واخواني نحو فهم أكثر استيعابا لطبيعة المرحلة التي تمر بها أمتنا الاسلامية الامر الذي يتوجب معه مزيد اليقظة والحذر والاخذ بالاسباب لتوثيق التواصل البناء بين أصحاب الاختصاصات في مجال الاعلام والاتصال والاخبار للتعاون وللتعاضد ولتكثيف الجهود لمواجهة التحديات بكل قوة واقتدار. وختاما أكرر تحياتي وتقديري لكم جميعا وأخص بالشكر الاخوة الذين تفضلوا بتلبية الدعوة كما أشكر الاخوة الضيوف وأرجو لمن حج منهم أن يكون حجهم مبرورا وأن يجعل ما أنجزوه من أعمال صالحة في ميزان حسناتهم وأن يعودوا لأوطانهم سالمين مستبشرين والشكر أيضا للاخوة رؤساء تحرير الصحف السعودية وأعوانهم على ما اسهموا به لتغطية أعمال الحج والشكر موصول للاخوة الزملاء في جميع أجهزة الوزارة الذين يعملون دوما بروح الاسرة الواحدة مرة أخرى الشكر والتقدير للجميع. وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي ختام الحفل رفع ضيوف وزارة الثقافة والاعلام برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على هذه الانجازات الضخمة والهائلة التي تم تجنيدها لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل أمن وأمان وراحة ويسر وسهولة واطمئنان. وقدموا التهاني للمملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيدة بمناسبتي حج هذا العام وعيد الاضحى المبارك داعين الله أن يعيدهما على المملكة والأمتين العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات والنصر المؤزر. وعبروا عن خالص شكرهم وتقديرهم لمعالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وجميع العاملين معه لما قدموه من رعاية كريمة بتسهيل مهمة الوفود الاعلامية وتغطيتهم لشعائر فريضة الحج المباركة لعام 1425ه بيسر وأمان واتاحة الفرصة لهم لمخاطبة العالمين العربي والاسلامي. عقب ذلك تناول الجميع طعام العشاء المعد بهذه المناسبة. حضر الحفل وكلاء وزارة الثقافة والاعلام ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والاسلامية وعدد من رجال الاعلام والفكر والادب.