إنه شاب لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً - ذلك الذي أصبح رياضياً لا يشق له غبار وبزغ نجمه لامعاً في سماء الرياضة برغم أنه ولد بدون ساقين، مما يعتبره العديدون بمثابة عقبة كأداء أمام مزاولة الرياضة. ويلعب بوبي مارتن لفريق كرة القدم بممارسة كولونيل وايت الثانوية في مدينة دايتون بولاية أوهيو، حيث كانت مهاراته المتميزة وبراعته الفذة محل الاعجاب والتقدير من قبل زملائه ومدربيه. ويتمتع هذا الفتى البالغ من العمر 17 عاماً بقدرات مذهلة، فهو مصارع في منتخب المدرسة ويستطيع ان يعدو مرتكزاً على كفيه بنفس السرعة التي يعدو بها بقية أفراد الفريق ذوي الأرجل والسيقان السليمة والقوية. وفوق هذا وذاك، فهو يمارس لعب البولنغ والرقص كما يمكنه ان يقف مرتكزاً على يد واحدة على لوحة التزلج فضلاً عن أنه يستطيع اصلاح جميع الأشياء المعطوبة بدءاً بجهاز الاستيريو المعطل وانتهاء بمحرك السيارة. بيد ان الدموع انهمرت مدراراً من عيني بوبي خلال مباراة كرة قدم أقيمت في الآونة الأخيرة، حيث منعه الحكم من دخول الملعب ولأنه لم يكن يرتدي حذاء رياضياً وبطانة للفخذين والركبتين. وقد تحدث بوبي قائلاً: «إنني لم أحصل على الحذاء والبطانة. ويمكن للحكم ان يرى أنني بدون قدمين أو ركبتين، فكيف أستطيع ان انتعل حذاء وأنا بدون قدمين؟». ولكن الحكام أصروا على موقفهم ولم يتنازلوا عن قرارهم. فقد أعلن دينيس دالي رئيس طاقم التحكيم قائلاً: «ان اللاعب الذي يرتدي الفانلة رقم 99 لم يعد بامكانه لعب هذه المباراة للأسف هذا هو القانون». وقد حاول المدرب ايرل وايت تطييب خاطر لاعبه فقال له أثناء جلوسه على مقعد الاحتياطيين: «لا تهتم بذلك. سوف تعود إلى الملعب في الأسبوع القادم». وبالفعل، أثبت الاتحاد الرياضي المدرسي بولاية أوهيو ان المدرب وايت على حق. فقد أصدر الاتحاد قراراً رسمياً يقضي بتفويض مارتن لكي يلعب. وبعد شهر من ذلك، شارك مارتن في مباراة ظفر فريقه بنتيجتها، وكان له اسهام في الفوز. ووصف شعوره قائلاً: «ان الشعور بالفوز شعور غامر وعظيم، فقد كان الشعور مختلفاً في هذه المرة».